الكريسماس.. كيف احتفل المصري القديم بليلة رأس السنة


02:00 ص


السبت 01 يناير 2022

():

قال الدكتور عبدالرحيم ريحان مدير البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمى بمناطق آثار جنوب سيناء، إن المصري القديم احتفى بالعديد من المناسبات وجعل لها عيدًا يدخل السرور على قلوب الجميع.

وأضاف ريحان: “كان سعف النخيل الأخضر من أهم النباتات المميزة لعيد رأس السنة ويرمز لبداية العام لأنه يعبر عن الحياة المتجددة كما أنه يخرج من قلب الشجرة وكانوا يتبركون به ويصنعون منه ضفائر الزينة التى يعلقونها على أبواب المنازل، وارتبط عقد القران باحتفالات رأس السنة، خاصة فى الدولة الحديثة، حتى تكون بداية العام بداية حياة زوجية سعيدة”.

وأكمل: “عيد رأس السنة يبدأ بالصفاء والإخاء والمودة بين الناس وكان يتسابق المتخاصمون لزيارة بعضهم البعض ويقتسموا كعكة العيد بين تهليل الأصدقاء وسعادتهم بالود والحب بين الجميع وقد اصطلح المصريون القدماء على تهنئة بعضهم فى عيد رأس السنة بقولهم (سنة خضراء) وكانوا يرمزون للحياة المتجددة بشجرة خضراء”.

وحول أهم الاأعياد التي احتفل بها المصريون القدماء قال ريحان: “المصري القديم احتفل بعيد الربيع شم النسيم وأكل البيض الملون، والذي أطلق عليه الأوروبيون بيض الشرق، وهو يرمز لخلق الحياة كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد إخناتون الله وحده لا شريك له خلق الحياة من الجماد فأخرج الكتكوت من البيضة، ونقش البيض وزخرفته، ويوجد بمتحف النوبة بيضة حُفر عليها منظر للأهرامات”.

ولفت إلى أهم الأعياد عند قدماء المصريين هو عيد “حب سد” وهو العيد الثلاثيني، وفيه يتم الاحتفال بانقضاء العام الثلاثين لارتقاء الملك على العرش وفي هذا العيد يظهر الملك وهو على عرشه في كامل قوته، والجماهير حوله فرحين مستبشرين منتظرين كلمة الملك التي يعدهم فيها بعيد ثلاثيني جديد مليء بالرخاء والازدهار، ويُبرهن لهم ذلك من خلال إعادة بناء بعض مقاصير المعبد بالذهب والفضة والأحجار الكريمة.

وتبدأ مراسم الاحتفال بدخول موكب يتقدمه كاهن إلى ساحة الهياكل المحيطة بفناء الحب سد وبها الآلهة للحصول على موافقة كل إله في تجديد حق الملك في الحكم ويذهب الملك إلى أحد العرشين في الجنوب كي يتوج بالتاج الأبيض تاج الوجه القبلي، ثم يُعاد نفس الإجراء في الوجه البحري ليتسلم التاج الأحمر وبذا يتحقق اتحاد الوجهين ويتم ربط زهرتي اللوتس والبردي حول وتد مثبت بالأرض ثم يجرى الملك مسافة مصحوبًا بكاهن وفي يد الملك سوطًا لاعتقادهم أن خصوبة الحقول تتوقف احيانًا على خفة الملك الجسمانية، وبهذا ارتبط هذا العيد بحياة جديدة للملك بعد الثلاثين يظهر فيها قوته ومقوماته للأعوام القادمة كما ربطوا بين خفته الجسمانية وخصوبة الحقول مما يعنى تجدد الحياة أيضًا.

وأردف: عيد اللقاء الجميل فى مصر القديمة هو العيد الذى كانت تتوجه فيه المعبودة حتحور من معبد دندرة كل عام لتمضى خمسة عشر يومًا فى معبد إدفو مع زوجها حورس فى مناسبة يحتفل بها كل شعب مصر حيث كانت حتحور تترك معبدها قبل خمسة أيام من اكتمال القمر وعلى حافة النهر تقدم لها القرابين.​