| «عم جمعة» مريض كبد يبيع الورود بالعتبة للإنفاق على أسرته: «المزهرية بـ20 جنيه»

دفعه تميزه في عمله بالمعمار إلى مغادرة بلده المنيا، جاء إلى القاهرة لتحسين دخله، وبعد 20 عامًا تخلى عنها ليصبح بائع ورود، يقف جمعة عبد النعيم، 62 عاماً، بالزي الصعيدي، وينادي بصوته على المزهرية بـ20 جنيهًا، أصبح معروفاً بين الناس وله زبائنه الذين يجد نفسه بينهم.

منذ 20 عاماً غادر «جمعة» بلده في محافظة المنيا، وجاء إلى القاهرة للعمل في المعمار، واستقرت حياته في هذه المهنة لسنوات طويلة من الرخاء وتحسين أوضاع المعيشة، واستطاع من خلالها تربية أبنائه وتنشئتهم على القيم والمبادئ الصحيحة، وظل رفيقهم حتى كون كل فرد منهم أسرة خاصة به.

«جمعة» يتخلى عن عمله في المعمار

استقر «جمعة» في منطقة الإسعاف التابعة لشارع الصحافة بمحافظة القاهرة، وبعد 20 عامًا من العمل في المعمار، اضطر للتخلي عنها بسبب قلة العمل وتوقف الحركة بها، أخذ يفكر في بديل آخر يستطيع الرزق منه، والإنفاق على نفسه واستقر على فكرة البيع: «مفيش شغل في المعمار سبته بعدما قعدت سنين كتير فيها».

«جمعة» يستبدل المعمار ببيع مزهريات الورد

ذهب «جمعة» إلى حارة اليهود القريبة من حي الموسكي، واشترى منها مزهريات الورد البلاستيكية، التي ينجذب الناس لشرائها، لاستخدامها كزينة تعطي شكلاً جمالياً، لذلك قرر الرجل الستيني شراء كمية كبية منها، وبيعها في منطقة العتبة لتميزها بالازدحام والاقبال الشديد عليها، مع الأسعار المنخفضة فتبدأ أسعار المزهرية من 20 جنيهًا وتزداد على حسب الحجم.

معاناة جمعة مع مرض الكبد

يعود «جمعة» إلى المنيا بعد قضاء شهر ونصف لشهرين في القاهرة، لرؤية أبنائه والاطمئنان عليهم: «بعد فترة أكون اشتغلت كويس، عشان أنا مباخدش معاش حاولت كتير في الإجراءات ومنفعش، وأنا مريض كبد بجيب الدواء كله على حسابي، عملت 14 تحليل وإشاعة مقطعية».