حصاد 365 يومًا في عام 2021

جميع الآراء المنشورة تعبر فقط عن رأى كاتبها، وليست بالضرورة تعبر عن رأى الموقع

(1)

المواطن المصري بطل العام

مع آخر أيام العام 2021 لا بد من شهادة حق للمواطن المصري؛ فهو بطل العام بلا منافس بعد أن تحمل ضغوطات اقتصادية كبيرة، وهو أمر لا يمكن أن يجادل فيه أحد حتى المؤسسات الدولية اعترفت به في حصاد 2021.. وإذا كان الاقتصاد المصري بشهادة هذه المؤسسات انتقل من حافة الإفلاس إلى ثالث أكبر اقتصاد عربي فإن هذه المعجزة بفضل المواطن المصري.

فحسب التقارير الدولية عن حصاد 2021، حلَّ الاقتصاد المصري ثالثًا بين أقوى 5 اقتصادات عربية.. بناتج محلي إجمإلى تجاوز 390 مليار دولار.. وهناك توقعات للعام تشير بمزيد من التعافي والتقدم في عام 2022 مع استمرار صمود المواطن المصري وتحمله فاتورة الإصلاح والغلاء رغم جائحة كورونا ولا يتوقف حصاد ملف العام 2021 عام المواطن المصري على الجانب الاقتصادي، بل طال الأمر كل الملفات.

(2)

هزيمة الإرهاب ونهاية الإخوان

إلى جانب المواطن المصري، حرصت مصر وقيادتها على دعم منظومة الأمن والاستقرار وسط حدود إقليمية وظروف دولية شديدة الاضطراب والقلق، سواء على الحدود الشرقية في سيناء أو الحدود الغربية مع ليبيا أو الجنوبية مع السودان أو في الشمال مع دول البحر المتوسط، فضلًا عن أزمة سد النهضة التي لا يزال ملفها مفتوحًا.

ومن هنا كان العمل على محورين: الأول يخص قواتنا المسلحة والآخر يخص جهاز الشرطة، وقد تابعنا جميعًا التدريبات والمناورات العسكرية ورفع الجاهزية القتالية للجيش، وهي رسائل ردع لكل من تسول له نفسه المساس بأمن مصر القومي، خصوصًا مع تصاعد التهديدات التي تمس الأمن القومي في السنوات الأخيرة وهي كثيرة ومتعددة، فقد نفذت قواتنا المسلحة نحو 33 مناورة وتدريبًا عسكريًا على كافة الاتجاهات الاستراتيجية داخل البلاد، وتعاونت مع جهاز الشرطة في هزيمة الإرهاب ووضع نهاية لجرائم الإخوان.

فرأينا التنظيم الدولي للإخوان يترنَّح ويتراجع إعلامه الذي تم إنفاق المليارات عليه لنشر الفوضي والشائعات في مصر، ويمكن أن نقول بكل ثقة إن تنظيم الإخوان الإرهابي كانت نهايته في عام 2021 وإن عام 2022 ربما يشهد محاولات إحياء للتنظيم الميت.

وقد تم هذا النجاح للأمن بضرب قمة الهرم التنظيمي في الإخوان، وتجفيف منابعه الاقتصادية والعسكرية في سيناء وفي كل محافظات مصر.

(3)

نظرة مرورية لقاهرة المعز

ولأن الشيء بالشيء يُذكر، فإن الملف الأمني يحتاج في قاهرة المعز لتفكير خارج الصندوق بشأن التكدس المروري الذي من أسبابه توسيع المحور وإنشاء عدد من الكباري والطرق لا تزال لم تكتمل، ولكن هذا لا ينفي ضرورة وحاجة القاهرة وشوارعها في عدة مناطق لحلول علمية وفورية، لأن عذاب الانتظار الطويل للمواطنين داخل السيارات يفسد أشياء كثيرة تتعلق بإحساسهم بما حققته الطرق والكباري من راحة لهم في حياتهم وتحركاتهم، والأمر ينطبق على بقية المحافظات حيث إن مشروعات الطرق والكباري بحجمها وتأثيرها لابد أن يشعر المواطن بأثرها، خاصة أنها تكلفت المليارات.

(4)

سياسة خارجية متميزة

شهد العام 2021 وكالأعوام السابقة منذ ثورة 30 يونيو 2013 نجاحات كثيرة، من السفير سامح شكري، وزير الخارجية، وكتيبة السفراء بالوزارة التي تفوقت على نفسها في إدارة ملفات معقدة مع القوي الدولية والإقليمية ساهمت في ارتفاع أسهم مصر وتزايد تأثيرها ونفوذها.

وقد تجسد هذا العام تحديدًا وقت العدوان على غزة ومعالجة آثاره وتداعياته بدور بارز للدبلوماسية المصرية والمخابرات العامة في جولات مكوكية أوقفت النار والدمار هناك، كما تواجدت مصر في كل المحافل الدولية والنزاعات الإقليمية كقوي مؤثرة في إفريقيا وإقليم البحر المتوسط وكذلك الملفات الدولية، وهذا أمر لا يأتي من فراغ بل كان خلفه رجال كثيرون في الدبلوماسية المصرية العريقة، وخبرة ورؤية أعضاء جهاز المخابرات العامة خير أجناد الأرض.

وبالرغم من أن ملف سد النهضة يلوح في الأفق كل فترة، فقد نجحت الخارجية المصرية بامتياز وتفوقت على نفسها في ملف “الهجرة غير الشرعية” في البحر المتوسط واحتواء اللاجئين الذين وصل عددهم إلى 5 ملايين شخص يعاملون كمواطنين مصريين، وهذا لم يحدث من قبل.

(5)

أبطال المواجهة مع كورونا

لا يمكن لأي مراقب أو محلل أن يتجاهل إدارة ملف كورونا سواء عبر القيادة السياسية أو اللجنة العليا لإدارة الأزمة أو عبر وزارة الصحة التي كان من سوء حظها أن ينتهي العام بقضية فساد في الوزارة لا تزال التحقيقات جارية بشأنها، ورغم هذا فإن إدارة هذا الملف والنجاح فيه تعود إلى الدور الذي قام به د. محمد عوض تاج الدين، مستشار الرئيس السيسي للشئون الصحية، أو حتى وزيرة الصحة التي لا يزال موقفها حتى الآن محاطًا بالغموض.

وبالطبع فإن جيش مصر الأبيض من الأطباء وقطاع التمريض هم أبطال المواجهة مع كورونا، وقد دفعوا الثمن عن قناعة ورضا؛ فسقط منهم شهداء ولا يزالون مستمرين في أداء دورهم البطولي مع استمرار الجائحة التي نتمني أن يكون عام 2022 هو نهايتها.. مع التمنيات لهم بالتوفيق والسداد.. ومطالبتي المستمرة بأن يصدر تشريع يضم شهداء ومصابي الجيش الأبيض إلى صندوق تعويض شهداء القوات المسلحة والشرطة ومعاملتهم في المعاشات أسوة بشهداء ومصابي القوات المسلحة والشرطة.

(6)

الثقافة في زمن الوباء

رغم كل ما أحدثته جائحة كورونا من تأثير في المحافل الثقافية نجحت وزارة الثقافة، عبر وزيرتها، في تطويع التكنولوجيا لخدمة الثقافة؛ فرأينا تنظيمًا مختلفًا للمعرض الدولي للكتاب سواء في عرض الكتب أو نظام الدخول بالحجز الإلكتروني المسبق، وتم إنقاذ المعرض من شبح الإلغاء، كما استمرت الفعاليات الثقافية عبر دار الأوبرا وقصور الثقافة مع مراعاة الإجراءات الاحترازية، ورغم تأجيل المعرض عدة شهور فإنه أقيم في مكانه الجديد خلال 2021 وحقق نجاحًا كبيرًا سواء في التنظيم أو عدد الزوار. وتشير الأنباء والاستعدادات إلى عقده في موعده في العام 2022 وهذا شيء جيد وسيكون نجاحًا لوزارة الثقافة ومكسبًا للثقافة في مصر والعالم العربي.

(7)

ماذا في جعبة وزير السياحة؟

نجح وزير السياحة الدكتور خالد العناني في إقامة عدة مواكب ترقى إلى الأساطير أبرزها موكب الموميات من التحرير للمتحف الجديد وافتتاح طريق الكباش وافتتاح المؤسسات السياحية الجديدة في العاصمة الإدارية، وقد ساعد النجاح الأمني في هزيمة الإرهاب ونشر الاستقرار في جذب مزيد من السائحين؛ فكان عاملًا قويًا ودافعًا لينجح وزير السياحة في زيادة عدد السياح؛ حتى إننا شاهدنا لأول مرة منذ بداية الإرهاب والوباء فنادق الغردقة وشرم الشيخ والعين السخنة وغيرها مشغولة بالكامل، فضلًا عن زيادة السياح في الساحل الشمإلى الذي شهد اهتمامًا غير مسبوق بتنميته عبر شبكة طرق تليق بمصر ومكانتها.

(8)

الوزارة المليارية

من الأحداث المهمة في حصاد 2021 تراجع كوارث القطارات وهذا لا يمكن حدوثه بسهولة، فخلفه أمور مهمة لا تتوقف فقط عند تحديث القطارات والمزلقانات والأسوار وكشف المخدرات على السائقين لكنها تتجاوز ذلك إلى تطهير الوزارة من الإخوان بعد أن كانت شبكة خفية بالمئات داخل هذا المرفق الحيوي، وهو الأمر الذي استلزم تشريعًا مهمًا يتضمن فصل الموظف الذي ينتمي لجماعة إرهابية دون اتخاذ الإجراءات التأديبية التي كانت تعوق تطهير المرفق، ناهيك عن أن هذه وزارة مليارية، ويكفي فقط ذكر أمثلة عابرة حول حجم بعض المشروعات، فقد تم الانتهاء من تنفيذ مشروعات بأطوال 5000 كم وبتكلفة 127 مليار جنيه، كما تم تنفيذ 857 كوبري ونفقًا بإجمإلى تكلفة 120 مليار جنيه، وقائمة طويلة من المشروعات التي تبلغ تكلفتها مبالغ مليارية سوف يكون لها انعكاس كبير على التنمية وتشجيع الاستثمارات، ولكن من المهم حمايتها والحفاظ عليها من خلال إدارة تنعكس على المواطن وحركته وصورة مصر الجميلة التي نتمناها جميعًا.

(9)

اعتراف عالمي بالمشروعات الكبري

أصبحت المشروعات الكبري حديث الشارع العربي من مسئولين ومنظمات وأفراد .. فالجميع يتساءل: ماذا يحدث في مصر؟.. فرغم معاناة المواطن المصري بطل العام وتحمله الغلاء والوباء وفاتورة الإصلاح فإن المشروعات الكبري شكلت أهم سمة من سمات هذا العام في مسيرة انطلقت بعد الخلاص من حكم الإخوان عام 2013 ومستمرة بقوة حتى الآن، وقد شاهدنا جميعًا إحياء مشروع توشكي وهو مشروع ضخم كان للدكتور كمال الجنزوري دوره المهم فيه؛ ولذا ذكره الرئيس السيسي بالاسم، ولا يمكن أن نغفل عن إنجاز مصري مهم تحدث عنه العالم أجمع وهو فوز مصر بأربعة مشروعات مصرية في مسابقة التحكيم العالمية لـ أفضل أعمال إنشائية في العالم لعام 2021، وذلك بمشاركة 21 دولة في 18 مجالًا مختلفًا في صناعة التشييد والبناء، وجاء نصيب مصر من الفوز بحصد جوائز 4 مشروعات ضمن قائمة ضمت 30 مشروعًا فائزًا، ومن هذه المشروعات محطة معالجة مياه صرف بحر البقر ومترو الأنفاق الخط الثالث ومبني مجلس النواب بالعاصمة الإدارية.

(10)

محمد صلاح وكيروش واتحاد الكرة

أما عن الحصاد الرياضي لعام 2021 في مجال اللعبة الشعبية الأولي كرة القدم، فقد واصل نجم ليفربول محمد صلاح تألقه بتسجيل المزيد من الأهداف وحصد المزيد من التكريمات والألقاب، في حين خيَّب المنتخب الوطني خلال العام كل الآمال سواء مع حسام البدري أو كيروش أو من سبقهما، فقد شهد العام تولي ثلاثة مدربين تدريب المنتخب دون تحقيق أي بطولة أو إنجاز، وفي الأوليمبياد أيضًا لم يكن الحصاد مشرفًا سوي في بعض الألعاب الفردية، حيث حصدت البعثة المصرية في أولمبياد طوكيو 6 ميداليات، منها ذهبية فريال أشرف في الكاراتيه والميدالية الفضية لأحمد الجندي في الخماسي الحديث و4 ميداليات برونزية عن طريق هداية ملاك لاعبة التايكوندو وسيف عيسي بطل التايكوندو، ثم محمد إبراهيم كيشو بطل المصارعة، وجيانا فاروق لاعبة الكاراتيه، وهي كما تري كلها ميداليات في لعبات فردية ليس بينها أي لعبة جماعية، وإن كان فريق كرة اليد هو الأفضل بين كل فرق الألعاب الجماعية.

ولابد من وقفة مع اتحاد الكرة رغم إطلالة العام الجديد 2022 وأن تكون هناك محاسبة وشفافية وفتح ملفات فساد اللجان المؤقتة التي أدارت الاتحاد؛ حتى تستعيد منظومة كرة القدم وضعها الطبيعي بعد تراجعها في كأس العرب بالدوحة، لأن شعب مصر وكل الجماهير والبيوت المصرية أصابهم الحزن بسبب المشهد المأساوي للمنتخب في قطر وإهدار ملايين الجنيهات التي ذهبت هباءً نتيجة عدم الالتزام والأداء السيئ، فالأخطاء واردة، ولكن عدم المبالاة وعدم المسئولية فيروس جديد أصاب الكرة المصرية واتحاد الكرة يجب استئصاله مبكرًا.

(11)

إنجازات قطاع البترول مشرفة

تطالعنا كل يوم اكتشافات وافتتاحات جديدة سواء بترولية أو غازية أو بتروكيماوية، وهو ما يؤكد أن منظومة العمل في قطاع البترول برئاسة المهندس طارق الملا وكتيبة العاملين معه، هي رأس الحربة في تحقيق اكتفاء مصر الذاتي من الطاقة التي أصبحت مثار صراع بين دول العالم.

كل عام ومصرنا بخير وأنتم جميعًا بكل خير.