اعتاد أن يمسك بالقلم ويبدأ الكتابة في هدوء، تارة يكتب سيناريوهات الأفلام والأعمال الدرامية، وأخرى يكتب المقالات والخواطر التي تدور في عقله، فعلى مدار سنوات طويلة سلط الكاتب الراحل وحيد حامد، الضوء على العديد من المشكلات بأسلوبه المميز، ورغم رحيله في العام الماضي، إلا أنه لا يزال في ذاكرة التاريخ المصري، والسينما والدراما أيضًا وستظل أعماله خالدة وشاهدة على نوع نادر من الفن.
الكاتب وحيد حامد، الذي تحل اليوم الذكرى الأولى على وفاته، عانى من رحلة وصراع طويل مع المرض، إذ أصيب بخلل في وظائف الكبد ومشاكل بالقلب، ليدخل في غيبوبة قبل أن يعلن استسلامه أمام المرض ويرحل في 2 يناير 2021، تاركًا فجوة فنية لن تعوض.
وروى الإعلامي محمود سعد خلال برنامجه «باب الخلق»، سر إقامة الكاتب وحيد حامد في غرفة بفندق «جراند حياة» في القاهرة منذ التسعينيات، إذ إن الكاتب الراحل كان يعشق النيل والكتابة على ضفافه وفي الوقت نفسه كان يفضل التواجد بين فئات الشعب المختلفة، ولذا عاش حياته في الفندق منذ عام 1994، أي طوال 26 عاما: «كان وحيد لما ييجي يكتب الأعمال الفنية، ويتقمص الحالة اللي بتيجله أثناء الكتابة يستأجر غرفة في الفندق باسم بطل العمل، يعني مثلا في سيناريو فيلم البرئ بطولة أحمد زكي، كان مأجر أوضة باسم أحمد سبع الليل الفولي بطل الشخصية ولما أنا كنت بكلمه بقولهم عايز سبع الليل، ومكنش حد يعرف الحكاية دي، غير المقربين منه جدا».
سر إقامة وحيد حامد في فندق
وفي حوار تليفزيوني على قناة mbc مصر، داخل الفندق الذي اعتاد العيش فيه، تحدث وحيد عن نفسه قائلًا: «أنا ابن الشارع، وإذا كنت بقعد في الفندق، فأنا بقعد عشان اشتغل وأبص للنيل، واتعودت إن أنا أنزل أشتري حاجتي بنفسي وأنا متعود أقعد في الترابيزة في القهوة اللي في الفندق علشان أكون قريب من الناس وأنا شخصياتي كلها اللي كتبتها مستوحاة من أشخاص حقيقية في الشارع، وحصل بيني وبين العاملين في المكان صداقة ممتدة، وارتباطي بالمكان ده جزئي زي ما بترتبط ب، وهو مكان عام بشوف فيه ناس متجددة وبلتقي بناس من نماذج مختلفة، عالم الفندق كبير بس الشاطر اللي ينقي منه».
سر نزاع غريب بين وحيد حامد وإدارة فندق جراند حياة
وكشف الكاتب الراحل عن نزاع غريب من نوعه تحول إلى محضر، إذ فوجئ وحيد حامد بارتفاع قيمة الإيجار السنوي للغرفة التي يقيم بها في الفندق: «أنا دفعت 120 ألف جنيه في حزنة فندق جراند حياة وده عن قيمة الإيجار السنوي لسنة 2010، لكن لقيت أن الإدارة عايزة مني 400 ألف جنيه، يعني حوالي 220 دولار في الليلة الواحدة من غير سابق إنذار»، ورفض الكاتب الراحل دفع المبلغ ودفع فقط 120 ألف جنيه المتفق عليها لينشب خلاف بينه وبين الإدارة بعد رفض الأخيرة المبلغ الذي يريد وحيد دفعه، بحسب صحيفة «الراي» الكويتية.
واضطر «حامد» إلى التوجه لمحكمة مصر القديمة ودفع مبلغ الإيجار السنوي في المحكمة، وحرر محضر إثبات حالة، مؤكدًا أنه يقيم في الفندق منذ عام 1994، وفي عام 2004 رفع الفندق الإيجار السنوي من 100 إلى 120 ألف جنيه حينها ودفع المبلغ، ليجد أن المبلغ تضاعف مرة أخرى في 2010 إلى 400 ألف جنيه دون مبرر أو إخطار مسبق.