حوار– أحمد جمعة:
تصوير– إسلام فاروق:
قال الدكتور مصطفى علي، رئيس مجلس إدارة شركة “دي إن إيه فيت DNA fit”، إنه تم إجراء تحليل البصمة الوراثية للكثير من اللاعبين في مصر خلال الفترة الماضية، والذي يُظهر الكثير من المعلومات عن هذا الرياضي.
ولفت “علي” في مقابلة مع ، إلى أن نتائج التحليل تُظهر أحسن الوسائل للتمرين الرياضي، وإن تم إجراؤه في مرحلة الناشئين توجه المدربين لاختيار الألعاب المناسبة للطفل، وداخل الرياضة نفسها يتم تخصيصه في أي جزء.
وأشار إلى أن اللاعبين بالفعل يحملون التقارير على محمل الجد، وعلى سبيل المثال فطارق حامد لاعب الزمالك من أكثر الملتزمين بالتحليل منذ أجراه عام 2017 حتى هذه اللحظة، وكذلك محمد الشناوي، و حمدي فتحي.. وإلى نص الحوار:
– في البداية ما هو تحليل DNA للرياضيين؟
تحليل الـ DNA هو تحليل البصمة الوراثية وبناءً على هذا التحليل يُظهر الكثير من المعلومات عن هذا الرياضي أو الشخص العادي، وهذا التحليل به جزء للرياضيين المحترفين وجزء للمهتمين بالمجال الرياضي وهم من يمارسون الرياضة لتحسين حالتهم الصحية ويرغب في تجنب الإصابة بأي مرض.
نتائج التحليل تُظهر أحسن الوسائل للتمرين الرياضي، وإن تم إجرائه في مرحلة الناشئين توجه المدربين لاختيار الألعاب المناسبة للطفل، وداخل الرياضة نفسها يتم تخصيصه في أي جزء، “لو على سبيل المثال السباحة، يلعب سباحة طويلة أو قصيرة، ولو كرة قدم يلعب مدافع ولا وسط ولا مهاجم”.
من الممكن أن تكون تفاصيل بسيطة ولكنها فارقة للغاية، فمن الممكن أن يكون الرياضي بيتمرن في السباحة بطريقة معينة ولكنها غير مناسبة لجسمه وبالتالي لا يُعطي أحسن أداء ولا أحسن نتيجة، ولكن عند تعديل بعض هذه التفاصيل يعطي نتائج مختلفة للغاية.
– متى بدأتم العمل في مصر؟
الأمر بدأ عالمياً منذ 2014 عند اكتشاف الخريطة الجينية للبشر، وكان في نفس الوقت يبحث الطب الرياضي عن هذا الأمر لأنه ليس بمعزل عن الطب العادي، والاتجاه العام أن البشر ليسوا متشابهين طوال الوقت بديل اختلاف البصمة الوراثية.
هذه التكنولوجيا إنجليزية، وكانت من أسباب تطور الإنجليز في مجال الرياضة في السنوات الأخيرة.
عملنا مع المنتخب الوطني قبل بطولة كأس الأمم الأفريقية بالجابون 2017، كما عملنا مع بعض الأندية في الدوري الممتاز، ومن بينهم الأهلي تحت قيادة مارتن يول، حيث كان لديه مدرب أحمال أسمه مارتن ليندمان، وأجرى هذا التحليل لفريق الأهلي.
كما عملنا مع بعض الرياضيين للألعاب الفردية، وعلى رأس ذلك اتحاد الخماسي الحديث، وظهرت تلك النتيجة في فوز أحمد الجندي بفضية الأولمبياد، بعدما تم إحضار خبراء أجانب وجلسوا مع كل لاعب على حدة لشرح نتائج التحليل له بخلاف المدربين.
على مستوى الألعاب الجماعية هناك الكثير من الرياضيين الذين أجروا هذا التحليل على رأسهم أحمد الأحمر
– ما النتائج التي يُظهرها التحليل؟
التحليل يُظهر كل شيئ عن الرياضي وأسلوبه الغذائي الأمثل، كما هناك نتيجة أخرى يُظهرها التحليل بإظهار الجينات العصبية أو الثبات الانفعالي للرياضيين، لأن الرياضي تحت الضغط تكون نتائجه مختلفة، ومعرفة المعلومة هو الكنز في حد ذاته.
رياضي -دون داعٍ لذكر اسمه- حكى أنه في أحد البطولات “مكنش شايف اللي بيلاعبه” لوجود زخم إعلامي حوله وتكبد خسارة لأنه غير معتاد على وجود الإعلام، وبعد إجراء التحليل والعمل على النواحي النفسية نجح في تحقيق ميدالية أولمبية.
إطالة عمر الرياضي في الملعب أمر مهم جدا، وكذلك الراحات، والتغذية والتدريب والاستشفاء باعتباره من أصعب التحديات للعاملين بالمجال الرياضي.
كما من ضمن النتائج أن التحليل يُظهر الشخص معرض للسمنة أم لا.
– ما الأندية التي حرصت على إجراء التحليل؟
عملنا مع المنتخب الوطني، وقبل ذلك مع فريق مصر المقاصة وآخر فريق تم إجراء التحليل لهم فريق بيراميدز.
كما أن هناك لاعبين مع أندية فردية مثل حمدي فتحي ولم يكن أجرى التحليل مع النادي ويسير على التحليل بشكل جيد، ومحمد الشناوي حين وقّع لفريق الأهلي وطلب أن يتم إجراء تحليل منفرد وتم وضع برنامج خاص.
كما نعمل مع المعدين البدنيين الذين يعملون مع اللاعبين.
– ما تقنية إجراء التحليل؟
عبر مسحة من الحلق لمدة 10 ثوان، وهي أشبه بتحليل كورونا ولكن ليس من الأنف وأسهل عن المسحة الكورونا.
– كم يستغرق التحليل؟
النتيجة تستغرق أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، وتعاقدنا مع أحد المعامل خارج مصر ويتم إجرائه في إنجلترا.
– ما التكلفة؟
هيّ نفس التكلفة العالمية وتكون في حدود 6 آلاف جنيه.
– ما دقة النتائج؟
نتائج تحليل DNA تكون دقيقة للغاية وتصل لـ 99%
– هل يُظهر التحليل تنبؤات الإصابة بالأمراض؟
هناك تحاليل أخرى تُظهر وتتنبأ بالأمراض التي قد يُصاب بها الشخص عبر تحليل الجينات، وعلى سبيل المثال يُظهر الإصابة بمرض السكري، والشركة متعاقدة مع شركات أخرى لتبادل البيانات.
– هل لا تزالون تجرون هذا التحليل للاعبي المنتخب؟
عملنا مع المنتخب الوطني في 2016 قبل بطولة الجابون، واستمر العمل حتى الوصول لكأس العالم وأرسلنا معهم خبراء بدنيين وخبير تغذية في كأس العالم، وهذا الخبير عمل مع منتخب بلجيكا في اليورو الأخير.
– كيف تتابعون تطبيق نتائج التحليل؟
عملنا مع الاتحاد الأفريقي ضمن مشروع تطوير الرياضة في أفريقيا، من خلال أجهزة القياسات البدنية GPS.
فبعد العمل في مشروع إجراء تحليل “DNA”، كان لابد من وجود أجهزة قياسات والعالم كله يعمل بهذا الشكل.
هناك اتحادات تعمل بتلك الأجهزة بشكل محلي لكي تكون لديها كافة البيانات عن اللاعبين الدوليين لإعطائها للمدير الفني لمنتخبها، وتستطيع ربطه بتحليل الفيديو الخاص بالمباراة.
– ما الأندية التي عملتم معها بمشروع GPS للاعبين؟
تم العمل مع نادي الزمالك وحتى الآن يُصر كارتيرون على نزول اللاعبين بالجهاز، كما عملنا مع بيراميدز والمقاولون وطلائع الجيش.
– وما موقف النادي الأهلي؟
فريق الأهلي لا يعمل بالـ GPS ومن الممكن أن يكون لديهم جهاز آخر، وبشكل عام فبعض اللاعبين رغبوا في شراء اللاعبين على نفقتهم الخاصة.
وللعلم، فبداية عملنا مع الكاف تم منح المنتخبات هذه الأجهزة، وبعضها قام بتطويره وشراء الأجهزة الأحدث مثل منتخبات الكاميرون وجنوب أفريقيا وكوت ديفوار، وهو يعطي 15 نتيجة مثل الجري والقفز، لكن الأجهزة المتقدمة تعطي معلومات أقوى وكذلك تحلل البيانات وتزود الأجهزة الفنية بالبيانات لحظياً خلال سير اللقاء.
– هل يعمل المنتخب الوطني بالأجهزة الحديثة؟
الجهاز الفني للمنتخب بقيادة كيروش طلب الجهاز الأحدث، ولا نعرف موقف الاتحاد المصري لكرة القدم.
– هل لاحظتكم تغيرًا في التطور البدني والذهني للاعبي المنتخب؟
بالفعل الأداء اختلف عن البداية، وهذا له علاقة بالجاهزية البدنية والاستشفاء المثالي وهو التحدي لأي بطولة مجمعة وهذا هو التحدي في مباراتي التصفيات المؤهلة لكأس العام في مارس المقبل
التحدي الذي يواجه أي جهاز طبي مع الجهاز الفني بإعادة الاستشفاء للاعبين باعتباره من العناصر الرئيسية وصولا لجاهزية تامة، والمنتخب تحسن كثيرا في هذا الأمر.
وعند إجراء تحليل DNA، اكتشفنا وجود لاعبين سريعين في الاستشفاء ولاعبين بطيئن ولاعبين متوسطين، السريع يحتاج 24 ساعة للعودة إلى ما كان، البطئ يحتاج 72 ساعة للعودة إلى الجاهزية، وبالتالي اللاعب البطئ في الاستشفاء يتم التعامل معه بطريقة مختلفة وإعطائه مضادات الأكسدة لكي يطرد جسمه السموم.
– من أفضل اللاعبين الذين تطور أدائهم بعد إجراء التحليل؟
كافة اللاعبين يتعاملون بشكل محترف، وبالفعل يحملون التقارير على محمل الجد، وعلى سبيل المثال فطارق حامد لاعب الزمالك من أكثر الملتزمين بالتحليل منذ أجراه عام 2017 حتى هذه اللحظة “التحليل بالنسبة له مثل الكتاب، وماشي عليه تغذية وتمارين ومن أكثر اللاعبين المنضبطة”.
كما أن اللاعب محمد الشناوي حارس مرمى فريق الأهلي، من اللاعبين الملتزمين بنتائج التقرير، وهو من طلب إجرائه قبل انتقاله للأهلي، وكذلك لاعب الوسط حمدي فتحي.
تقرير التحليل يكون عبارة عن “مجلد” عن كل لاعب وبه تفاصيل ومعلومات مفيدة لتطوير الأداء.
– وماذا عن محمد صلاح؟
لا استطيع الحديث عن بياناته لأنها سرية وفي النهاية محمد صلاح جيناته مصرية ومثل باقي اللاعبين ولكن الفرق في العقلية، فساعة النوم الواحدة تفرق في مستوى اللاعب.
– ما الاختلافات التي حدثت في بعض اللاعبين بعد إجراء التحليل؟
التحليل يساعد في مساعدة اللاعبين، فمثلا لاعب تغير مركزه من “باك رايت” لـ”وينج”، لأن تحليل الـDNA كان يقول إن اللاعب لديه قوة انفجارية عالية “ياخد الخط من أوله لأخره، لكن الفينش مش هيكون حلو”.
كما أن التقرير يشير إلى الإصابات المتوقعة وهذا حدث مع أحد اللاعبين الذين أشارت نتيجة تحليله إلى ضعف أنسجة الرباط الصليبي، وبالفعل حدثت له الإصابة، وبالتالي لابد أن تكون له تمارين خاصة للوقاية.