نائمون على الأسرة بغرفة واحدة، الدفء يحاوط أجسادهم، انتصروا على برودة الشتاء، لم يدر في أذهانهم أنهم يحفرن مقابرهم بأيديهم، وأن نومهم الهاديء وراءه سر خطير، أفصحوا عنه بإرادتهم، بعدما أقبلت الأسرة المكونة من 4 أفراد، على تشغيل الدفاية، الجهاز القاتل الذي أودى بحياتهم إلى الهلاك، وأصبحوا جثة هامدة مضطجعة على السرير.
في حادث بشع، فارق 4 أفراد من أسرة واحدة، سورية الجنسية، الحياة أثناء نومهم العميق داخل غرفتهم في قرية جنوبي لبنان، إثر استنشاقهم أدخنة سامة ناتجة عن حرق الفحم لتدفئة غرفتهم، وفقا لما ذكرته شبكة «سكاي نيوز».
الدفاية تنهي حياة 4 أفراد من أسرة واحدة
ولفظت الأم السورية وأطفالها الثلاثة أنفاسها الأخيرة في الحياة أثناء نومهم، بحسب يوسف الدر، المسؤول بجمعية «الرسالة للإسعاف الصحي»، وهي منظمة إغاثية: «نقلت الجثث لدفنها من المستشفى الذي أعلن عن وفاة الأربعة أشخاص».
أدخنة الدفاية، هي الجاني في تلك الواقعة، إذ كانت بمثابة الأداة المميتة أثناء نوم الأسرة، فلم يشعر أحدًا منهم بالاختناق، كما أوضح المسؤول بمستشفى الفقيه، موضحًا أن الأم البالغة من العمر 31 عاما وأطفالها، الذين تبلغ أعمارهم 8 و7 و4 أعوام، كانوا قد ماتوا بالفعل عند وصولهم، وجرى الإعلان عن وفاتهم اختناقا بالأدخنة.
اقرأ أيضًا.. غاز ليس له لون ورائحة.. كيف أنهت «الدفاية» حياة طالب
الوفاة حدثت قبل نقلهم إلى المستشفى
وأكدت الوكالة ية للإعلام في لبنان، أن الأربعة أفراد ماتوا داخل منزلهم، قبل نقلهم إلى المستشفى، لكن الإعلان الرسمي خرج من مسؤولي المستشفى بمجرد وصولهم هناك.
وجدير بالذكر، أن قرابة 1.5 مليون سوري يعيشون كلاجئين داخل الأراضي اللبنانية، البالغ تعداد سكانها نحو 6 ملايين نسمة، إذ غادر السوريون بلادهم نتيجة الحرب الأهلية المستمرة منذ عقد هناك.