«إثراء» علامة سياحية تضيء أفق الظهران

يعد مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» مبادرة أرامكو الذي يلوح في أفق مدينة الظهران شرق المملكة العربية السعودية؛ ضمن أحد أهم الخيارات السياحية لمن يزور المنطقة، ليثير حوله التساؤلات والأخيلة عن ماهية هذا الصرح الذي يقف في ذات البقعة التي تدفق منها النفط بكميات تجارية لأول مرة وهو ما يعرف ضمنا ببئر الخير.

وتجاوز عدد الزائرين مليوني زائر بنهاية 2021، ممن توافدوا على المعلم الحضاري الأبرز في المنطقة الشرقية، وهو المكان الذي يجمع المسرح والسينما والمتحف والمكتبة تحت سقف واحد، كما تعج تفاصيله بمئات الفعاليات والأنشطة التي تناسب جميع أفراد العائلة، ففي حين يتوجه الوالدان للمتحف والمكتبة، يدلف الأطفال إلى متحف الطفل الأول من نوعه في المملكة ليستمتعوا بما فيه من معرفة وعلم ومتعة.

ويعتبر مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء» تحفة معمارية، إذ تم إدراجه ضمن أعظم 100 موقع في العالم ينصح بزيارتها وفق مجلة تايم الأمريكية، ويحتوي المركز على أقسام ومرافق متاحة على مدار العام للزوّار أهمها المتحف ومقتنياته النادرة التي استقطبها من متاحف الدنيا شرقًا وغربًا، ومعارضه التي تتنوع في سياقاتها وطرق عرضها لتقدّم رؤية متميزة عن عالم الفنون المعاصرة والحديثة، في سعي نحو صناعة مجتمع شغوف بالفن، وهناك السينما وعروض الأفلام الخاصة التي يعرضها إثراء للجمهور، حيث توفر صالة عرض السينما 300 مقعد، مزوّدة بأحدث التقنيات المطلوبة لعرض الأفلام، وتعرض أفلام من صناعة مخرجين سعوديين بالإضافة إلى الأفلام العالمية المشهورة، إضافة إلى مكتبة إثراء الضخمة التي تضم باقة من الكتب والمراجع الثرية، التي تثير شغف الاطلاع بطوابقها الأربعة وكتبها التي تحشد الثقافة من كل حدب وصوب..

وهناك متحف الطفل ومسرح إثراء الذي تتسع قاعته لأكثر من 900 متفرّج، ويستهدف 40 ألف زائر سنوياً من مختلف أنحاء العالم، كما يوجد العمل الفني المتمثل في منحوتة «نبع الضياء» بمواصفات عالمية.

فيما يزخر متجر للهدايا في ساحة إثراء الداخلية بالهدايا التذكارية التي تعكس تراث وثقافة المملكة، ويمكن للزائر شراء مقتنيات رائعة لتبقى ذكرى تُحفر في الأذهان بعد انقضاء الرحلة في إثراء.

وتزهر حدائق إثراء والتي على مساحة ممتدة من المسطحات الخضراء الواسعة، يقضي بها الزوار أوقاتهم بصحبة عائلاتهم أو الأصدقاء قُبيل أو بعد جولتهم في المركز.

وهناك معرض الطاقة، الذي يقع على مسافة لا تزيد عن 200 متر من مركز إثراء والذي كان يُعرف سابقاً بـ(معرض أرامكو السعودية) منذ عام 1987م، يوفر المعرض فرصة عيش تجربة فريدة مع قصة صناعة النفط في المملكة منذ البدايات وحتى عصرنا الحالي، بينما يقدم مختبر الأفكار وغيره من الأقسام برامج ومبادرات تحمل طابع المواكبة والمعاصرة والعالمية، وخلال سنوات كان للمركز قصب السبق في استضافة فعاليات عالمية لأول مرة في منطقة الشرق الأوسط سواء كانت عروضا موسيقية أو استعراضات مسرحية أو أعمالا فنية يزخر بها تاريخ الفن العالمي الحديث.

وتتنوع تجارب الطعام بمختلف المذاقات بين مطاعم عالمية ومحلية وعربات طعام تتوزع على مساحات شاسعة من حدائق إثراء، بأصناف الطعام المقدّم والذي يتناسب مع جميع الأذواق.