| «مصطفى» مدرب «أكروبات» يطمح للعالمية: «بدأت على سطح بيتنا»

في الصعيد نشأ وعلى سطح منزله بدأ، وللنجاح تطلع، وبحلمه البعيد تمسك واستند، رأى المحيطون به حلمه مستحيلا ورآه أقرب إليه من أصابع يده، جاب مصر طولا وعرضا باحثا عن طريقة لتحقيق حلمه رغم قلة ذات اليد وضعف حيلته، قالوا إنه يسعى للسراب فأحال بجهدٍ مضنٍ استهزاءهم إلى تقدير انتزعه منهم انتزاعا.

مصطفى زغلول، شاب سوهاجي أسمر؛ حلم بالنجاح فلم يجد له سبيلا إلا الاعتماد على نفسه، فاختار رياضة لا تكلفه الكثير وبدأ تعلم «الأكروبات» على سطح منزله، وهي رياضة مشتقة من الجمباز، ونوع من أنوع الفنون الراقصة تتطلب لياقة بدنية عالية، فلا حاجة لمدرب ولا أجهزة أو أدوات متخصصة. وبفيديوهات عن طريق الإنترنت بدأ بشق طريقه رغبة في تحقيق حلم يراه المحيطون به مستحيلا، «بدأت تعلم الأكروبات من 7 سنوات وبدرب بقالي 4 سنوات».

الشاب الذي لم يكمل عامه الثلاثين وضع لنفسه منذ بدأ في تعلم «الأكروبات» نظاما تدريبيا صارما؛ فلا يخلو يوم من تدريب لا يقل عن 3 ساعات، «التمرين هو أهم شيء ومش هتكلفك نظام غذائي أو جيم، ودا أفضل شيء للي عايز يمارس رياضة بأقل تكاليف»، حسب حديثه لـ«».

دفع حصول «مصطفى» على دبلوم زراعي للبحث عن شيء يخرج فيه طاقته فلا فرصة له للعمل بمؤهله المتوسط، «الرياضة دي ساعدتني وعملتني مدرب معروف على مستوى العالم العربي، واتكرمت من محافظ بلدي كأفضل شخصية شبابية مؤثرة في سوهاج بلدي سنة 2019، ولولاها مكنتش وصلت للي أنا فيه».

أكاديمية لتعليم البنات

لم يتوقف حلم مصطفى عند نفسه فقط فزرعه في أبناء محافظته وافتتح بها أكاديمية لتعليم «الأكروبات» للبنات، مواجها صعوبات جمة لتغيير مفاهيم أهل الصعيد، «اخترت إني أعمل أكاديمية للبنات الصغيرة لأنهم أكثر مرونة من الولاد؛ اللي بيتميزوا بجسم قوي بيصعب معاه تمرينهم، والمرونة بتفيدني في شغلي أكتر، وبواجه صعوبه معاهم في البداية لكن مع الاستمرار بوصلهم لمستوى قوي جدا ينافس أي حد».

تدريبات أثمرت مع عدد من الفتيات؛ دفعتهن إلى التقديم في مسابقة Arabs got talent، وكذلك اشترك بعضهن في إعلانات لمحلات في سوهاج.

حلم العالمية.. ومتدربون من دول عربية

نقل «مصطفى» شغفه إلى «كرمينا» ابنة السبع سنوات والتي تتدرب معه منذ 4 أشهر، والتي اختارها من بين كثيرات لعمل «فوتوسيشن» معه بحركات صعبة لقوة مستواها في اللعبة، «كرمينا نفسها توصل لحاجة كبيرة، والحمدلله قدرت أخلي مستواها كويس في اللعبة دي، أهلها بيقطعوا مسافة 100 كيلو مرتين في الأسبوع رايح جاي علشان تتمرن، وغيرها كتير بييجي يتمرن عندي».

حلم العالمية هو المسيطر على مدرب «الأكروبات» الشاب؛ والذي يسعى له بكل ما أوتي من قوة، «دربت ناس من الكويت والسعودية وأمريكا ودبي وحلمي أوصل للعالمية، ودايما عندي هدف، وبقول لأي حد مش عارف يبدأ أو خايف من الظروف مهما كنت فقير، ومهما كان هدفك ممكن لأي إنسان إنه ينور في العالم».