أضحى بلوغ أكثر من مليون حالة عادة جديدة من عادات فايروس كورونا الجديد. فبعد أيام متتابعة منذ نهاية 2020؛ حقق الفايروس 1.43 مليون حالة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ بزيادة عن الـ 14 يوماً الماضية نسبتها 121%. وهكذا ارتفع العدد التراكمي لإصاباته حول العالم فجر اليوم (الثلاثاء) إلى أكثر من 291 مليوناً، أدت الى 5.46 مليون وفاة. وأسفرت الـ 1.43 مليون إصابة الأحد عن 6079 وفاة حول العالم. وكانت أمريكا الأشد بؤساً بين بلدان المعمورة؛ إذ سجلت الأحد 401252 إصابة جديدة، بزيادة نسبتها 201% عن الإصابات المسجلة قبل 14 يوماً. وقد رافقتها 1249 وفاة إضافية. وطبقاً للإحصاءات، فإن ما سمته بلومبيرغ أمس «تسونامي أوميكرون» اجتاح كل أوجه الحياة في غالبية أرجاء العالم. وأشارت إلى أن أوميكرون حققت 10 ملايين إصابة خلال الأيام السبعة الماضية المنتهية الأحد، وهو ضعف ما حققه الفايروس خلال أسبوع في أبريل 2021، حين أصاب 5.7 مليون نسمة. ولا ينبغي أن يسقط من الحسبان أن مئات الآلاف من الأشخاص يستخدمون أجهزة فحص منزلي ولا يبلغون السلطات بنتائجها الإيجابية. وأدى الارتفاع المخيف في عدد الإصابات الجديدة إلى إلغاء آلاف الرحلات الجوية، وإغلاق مكاتب الشركات، وإحداث تأثير كبير في سلاسل إمداد السلع الأساسية. وضرب أوميكرون كل البلاد من أستراليا حتى الولايات المتحدة، وفرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا. بيد أن الحقيقة المطمئنة الوحيدة تتمثل في أن عدد الوفيات الناجمة عن الفايروس لا تزال تمضي باتجاه تنازلي، لتنخفض إلى أدنى مستوياتها منذ أكثر من سنة. لكن علماء يقولون إن النظرة إلى كوفيد من هذه الناحية تتوقف خلال سنة 2022 على ما إذا كان عدد الوفيات سيعاود الازدياد، بالتوازي مع عدد الحالات؛ أو على ما إذا أثبتت الإحصاءات الدقيقة أن موجة سلالة أوميكرون أقل خطورة مما يخشى.
بيد أن كبير المستشارين الطبيين لإدارة الرئيس جو بايدن الدكتور أنطوني فوتشي حذر الجمهور من مغبة الاعتقاد في الزعم بأن أوميكرون أقل ضرراً من سلالات الفايروس الأخرى. وقال إنه ضمن عدد متزايد من العلماء الذين يرون أن عدد حالات التنويم في المستشفيات هو أفضل مؤشر الى شدة ضرر أوميكرون من الحساب التقليدي لعدد الإصابات الجديدة. وأضاف فوتشي، في مقابلة بثتها شبكة «سي إن إن» الليل قبل الماضي، «لدينا فايروس يبدو أقل ضرراً مرضياً. على الأقل من بيانات جمعت من جنوب أفريقيا، وبريطانيا، وحتى هنا في الولايات المتحدة. كثيرون جداً أصيبوا، إلى درجة أن العدد الصافي من الذين هم بحاجة إلى تنويم في المشافي سيزيد. ومهما يكن الأمر، فسيكون لدينا عدد كبير من المنومين». وأوضح الخبير الأمريكي أن عدد حالات التنويم والوفاة أفضل مؤشر إلى مدى ضرر النازلة، من الاكتفاء بعدد الحالات الجديدة، الذي بات يصل إلى نصف مليون إصابة جديدة يومياً في الولايات المتحدة.
وفي بريطانيا؛ أعلنت وزارة الصحة أمس أن عدد الحالات الجديدة في مقاطعتي إنجلترا وويلز بلغ الأحد 137583 إصابة، و73 وفاة إضافية. كما أن عدد المنومين بكوفيد في إنجلترا وويلز يبلغ حالياً 13151، مرتفعاً من 12615 في اليوم السابق. وكان عدد الإصابات الجديدة في إنجلترا وحدها السبت بلغ 162572، وهو عدد قياسي. وأوضحت صحيفة «الغارديان» أمس أن عدد الإصابات الجديدة عادة يكون منخفضاً يومي السبت والأحد كل أسبوع، لضآلة عدد الفحوص التي يتم إجراؤها خلال ذينك اليومين. وأضافت أن عدد الحالات الجديدة يشمل فقط النتائج الناجمة عن الفحوص، وليست الإصابات الثانية لمتعافين. لكن الحكومة البريطانية تقول إنها ستضيف عدد حالات الإصابة الثانية، والإصابات غير المصحوبة بأعراض اعتباراً من نهاية يناير الجاري؛ ما يعني أن محصلة الإصابات الجديدة ستزيد بشكل ملحوظ. ونقلت الصحيفة عن العالم البريطاني البروفسور سير ديفيد شبيغلهولتر قوله إن العدد الحقيقي لإصابات بريطانيا بكوفيد19 لا يقل عن 500 ألف إصابة جديدة يومياً؛ إذا تمت إضافة حالات الإصابة الثانية، والنقص في عمليات الفحص. وكانت دراسة «زو كوفيد» التي يشرف عليها علماء بريطانيا لمتابعة تفشي الوباء ذكرت أن عدد الإصابات الجديدة غير المصحوبة بأعراض بلغ في بريطانيا ليلة رأس السنة 2022 نحو 205235 إصابة، بناء على نتائج الفحوص. وقدرت الدراسة أن 2.4 مليون بريطاني أصيبوا بالفايروس إصابات ترافقها أعراض. وتشير الإحصاءات الرسمية للخدمة الصحية في إنجلترا إلى أن عدد الإصابات وسط الأعمار الصغيرة آخذ في الارتفاع. كما أنه آخذ في الارتفاع منذ منتصف ديسمبر 2021 وسط الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 60 عاماً.
إلى أين يتجه مؤشر الوفيات ؟ لا شك بأن كوفيد19 تسبب في أكثر من 5 ملايين وفاة منذ اندلاع نازلة كورونا نهاية 2019 في ووهان بالصين. وعلى رغم أن عدد الوفيات الوبائية قد لا يعني شيئاً إذا قورن بعدد سكان كل دولة متضررة؛ إلا أن ذلك لا يلغي الحقيقة المتمثلة في أن كوفيد19 يمكن أن يقضي على ملايين الأشخاص حول العالم إذا استمرت النازلة في تسارعها الجنوني بفعل سلالة أوميكرون. وتتصدر الولايات المتحدة العالم بـ 847408 وفيات، في حين يبلغ عدد سكانها 333.9 مليون نسمة. وبلغ عدد وفيات البرازيل الثانية عالمياً من حيثُ عددُ الوفيات الوبائية 619171 وفاة، مع أن عدد سكانها يبلغ 214 مليوناً، أقل بأكثر من 100 مليون من سكان أمريكا. وتأتي الهند في المرتبة الثالثة لجهة عدد الوفيات بـ 481893 وفاة، من نحو 1.4 مليار نسمة. وفي روسيا التي يعمرها 146 مليوناً، بلغ عدد الوفيات المقيدة رسمياً 310518 وفاة. وتوشك المكسيك الخامسة عالمياً من حيثُ عددُ الوفيات الوبائية من قيد 300 ألف وفاة (299544 وفاة حتى الإثنين)، مقابل عدد سكانها البالغ 130 مليون نسمة. وتأتي بعد ذلك بيرو، الدولة اللاتينية الفقيرة التي لا يتجاوز عدد سكانها 33.6 مليون نسمة، السادسة عالمياً لجهة عدد الوفيات بـ 202741 وفاة. وتليها بريطانيا (68.4 مليون نسمة) بـ 148851 وفاة حتى أمس (الإثنين). وتليها إندونيسيا بـ 144097 وفاة.