منذ عدة أشهر، أخذت أريج أمين، وصديقاتها في مدينة المحلة الكبرى، على عاتقهن مهمة إنسانية، بتقديم يد العون للفقراء والمحتاجين في مدينتهن الصغيرة، وذلك على فترات زمنية متقاربة، خاصة في شهر رمضان، من خلال توزيع وجبات غذائية يقمن بإعدادها بأنفسهن داخل منزلها، إيمانا منهن بأحقية الجميع في تناول مختلف المأكولات وبجودة مميزة.
تسعى «أريج»، ابنة محافظة الغربية، دائمًا لتوفير وجبات بمختلف الأطعمة في أوقات زمنية مختلفة، كمبادرة إنسانية بدأتها مع صديقاتها منذ 7 أعوام، قائلة في حديثها لـ «»: «كنا بنشوف والدة صاحبتنا بتوزع في رمضان حوالي 10 أطباق إطعام للمحتاجين كل يوم، فقررنا نعمل زيها»، لتبدأ فكرتهن: «جمعنا الفلوس من بعض في الأول وعملنا أعداد قليلة على قد إمكانياتنا، وبعد كده بدأ الموضوع يزيد بالتدريج لحد ما وصلنا إن أقل حاجة بنطلعها هي 100 وجبة».
«أريج»: بنوزع أقل حاجة 100 وجبة في اليوم
ومع مرور الوقت، وصلت وجبات «أريج» وصديقاتها، إلى 100 محتاج، ولم تعد قاصرة على شهر رمضان فقط، واستمرت لأيام مختلفة وبكميات متنوعة وكبيرة، إذ طوعت فيه عدة أفكار مختلفة: «البعض بيبقي عليه ندر أو حلفان والمفروض يطلع فلوس أو يطعم مسكين، فبيتواصلوا معانا وبنتفق على العدد اللي هيتم توزيع الوجبات عليه ونبدأ أنا وصحابي نجهز الأكل في بيتي، وبعدين نغلفه وجوزي بيأخده يوزعه على الحالات اللي احنا محددينها كل يوم أو يومين في الأسبوع على حسب الفلوس اللي معانا والاتفاق».
الوجبات تصل ليد المحتاج الحقيقي بعد تأكد «أريج»
يسبق خطوة توزيع الأطعمة، رحلة بحث بسيطة من أصحاب المبادرة، للتأكد من حقيقة أوضاع الأفراد، بدلا من توزيعها هباء، إذ أوضحت «أريج»: «مبوزعش أكل من غير ما أتأكد من الموضوع وأعرف كل حاجة عن الحالة اللي هيروح ليها، وأشوف المكان مرة واثنين ولو حسيت أن في قلق بفضل أدور وراء الموضوع لغاية ما أعرف كل حاجة عنه، وأشوف مين يستحق أكثر»، لرغبتها في تجنب الخداع من الآخرين: «في أوقات كثيرة بيبقي في ناس يبان عليهم محتاجين لكن هم مظهر بس، لأن بيكون عندهم بيوت في أماكن ثانية وواخدين الموضوع نصب، عشان كده بركز جدًا مع الموضوع».
لم تقتصر مساعدات «أريج» على إطعام المحتاجين فقط، فطورتها أيضا لمساعدة عدد من البسطاء في كل ما يحتاجونه، بين ترميم المنزل وبناء الأسقف لحمايتهم من أمطار الشتاء، ودفع الفواتير المتراكمة، بالإضافة حل أزمة الديون: «بنعرض الحالة على الجروب، علشان نقدر نساعدهم زي ما يتمنوا وكله لوجه الله، لأن أملنا هو المساعدة الحقيقية ورضا ربنا وتوفيقه لينا في مبادرتنا وحياتنا».