رحيل والدها المبكر، الذي لم تشبع من أبوته سوى 4 أعوام فقط، فدفعها نهمها لتعويض ذلك الألم الكامن عبر الكلمات التي صنعت منهم أبياتا شعرية عديدة كرسائل له، بين الحنين والحب والاحتياج ثم المسئولية والنجاح والكبر، إذ ترعرعت موهبة أمينة مجدي، معها بمرور الأعوام، لتحصد جوائز عدة مغلفة بالسعادة في مجال الشعر، الذي كان طوقها للنجاة من الحزن.
منذ أن كانت في الثامنة من عمرها، أمسكت «مجدي» بقلمها وورقتها، لتكتب جمل تبدو للوهلة الأولى غير متناسقة، لكنها كانت تحمل موهبة وليدة، لمستها بها والدتها سريعا فحاولت إثرائها وتنميتها سريعا، فقدمت لها بالمركز الثقافي في منطقتها، ما شكل نقلة نوعية لها، إذ أصبحت شغوفة بالقراءة؛ لتكون بداية لطريق حلمها الأول، فنشأت على أبيات عدة شعراء ماهرين، منهم عبدالرحمن الأبنودي.
«أمينة» أصغر شاعرة في المنوفية.. وتطرق أبواب الشعر المختلفة
لم تغفل «أمينة» عن دراستها بجانب موهبتها، فسارت صاحبة الـ17 عاما حاليا، في طريقين مغايرين، بين أمنيتها بأن تصبح شاعرة، وتحقيق حلم والديها في الالتحاق بكلية الطب أيضا، إذ تدرس في الصف الثاني الثانوي بالقسم العلمي، وفي الوقت نفسه اشتركت بعدة مسابقات لتفوز في أحدهم بالمركز الثاني عام 2015 عن قصيدة وطنية لها، وسط دعم واسع من أهل منطقتها في مركز أشمون بمحافظة المنوفية، الذين يلقبونها بـ «أصغر شاعرة في المنوفية»، بعد أبياتها الشعرية المؤثرة عن حب والدها المتوفي منذ صغرها، وحبها للكتابة منذ صغرها.
كما حرصت على الكتابة في مختلف الشعر، على خلاف الكثيرون، فوضعت بكل بستان وردة، إذ ألفت أبياتا شعرية وطنية ودينية ورومانسية، باهتمام واسع من والدتها التي كانت تعمل موظفة في إحدى البنوك ولكنها تخلت عن مهنتها لتعتني بشئون المنزل والأبناء، فدعمت كل منهم بكل طاقتها دون تقصير.
شاعرة أشمون: نفسي أحقق أمنية والدي المتوفي
ورغم مرور عدة أعوام، لكن رحيل والدها أثر في حياتها بشكل كبير، خاصة مع كبر سنها، فعندما أدركت أهمية الأب ووجوده في الأسرة، شعرت بنقص وألم ضخم يعتصرها، حاولت تعويضه بكل السبل، وفي الوقت نفسه تعمل على تحقيق حلمه بأن تصبح طبيبة، قائلة: «كنت أصغر واحدة في إخواتي، مكنتش لسه شبعت منه، بس رغم كده فخورة بيه وبسيرته الحلوة»، موجهة الشكر في نجاحها وتميزها إلى والدتها التي دعمتها بشدة وعوضتها عن فقدان الأب وحافظت على مسيرته الطيبة والحرص على أسرتها البسيطة.