طبق مصنوع من مادة الفل، نظيف ومغلف بشكل جيد، يضم حبات مختلفة من أنواع الفاكهة اللذيذة، وكل هذا بـ 5 جنيهات، يوفره عبدالله حربي بأحد شوارع مدينة بنها، بغرض أن يضمن إتاحة أنواع مختلفة من الفاكهة بسعر رمزي لغير المقتدرين من سكان عاصمة محافظة القليوبية.
والدة عبدالله شجعته على تنفيذ مبادرته: يلا بينا
عبدالله، طالب بالفرقة الأخيرة بمعهد نظم ومعلومات، يبلغ من العمر 20 عامًا، ويسكن بمدينة بطا المجاورة لمدينة بنها، وبدأ تنفيذ مبادرته بتوفير أنواع مختلفة من الفاكهة لغير المقتدرين، بعد مناقشة مع والداته، التي أيدته ودعمته في فكرته: «لما عرضت على أمي قالتلي يلا بينا وأنا هساعدك، ده خير وربنا يقدرك على اللي ناوي تعمله، وفكرت في الفكرة دي لأن أنواع كتيرة من الفاكهة دلوقتي سعر الكيلو الواحد بتاعها بيعدي الـ 10 جنيه، وناس كتير غير مقتدرة، والناس دي حقها برضه تأكل فاكهة، وتشتري زي ما هي عايزها، مش تبقى مكسوفة تقول لتاجر الفاكهة عايز نص أو ربع كيلو على قد فلوسه».
يوفر «عبدالله» لغير المقتدرين كل أنواع الفاكهة
بدأ ابن مدينة بطا مبادرته قبل أيام مبادرته بميزانية 3 آلاف جنيه، جمعها من حصيلة عمله الخاص لفترة ليست بالقصيرة، إضافة إلى مساعدة والداته له بجزء من تلك الأموال، ومن حينها ويوفر لغير المقتدرين أي نوع فاكهة يطلبونها، حتى وإن كانت في غير موسمها: «الطبق الواحد بحط فيه أكتر من نوع فاكهة، ولما واحد من الناس طلب تين جبته برضه، مع أنه مش الموسم بتاعه».
مكونات الطبق الواحد تكلف الشاب العشريني، أكثر من 5 جنيهات، لكنه يبيعه بهذا الثمن، لأنه لا يستهدف ربحا ماديا، بل يعتبره تجارة مع الله في الخير: «الطبق فيه تفاح وفراولة وموز، وأي نوع فاكهة تانية بنوفرها الحمد لله، مهما كانت غالية، أنا بعمل كدا عشان مش عايز أشوف في بنها كلها غير مقتدر محروم من الفاكهة أو من نوع معين منها».
«عبدالله»، لا يوفر الفاكهة فقط لغير المقتدرين، فللجميع حق الشراء، كما أنه يتعاون مع فاعلي الخير ويبيع لهم تلك الأطباق بنفس السعر حتى يوزعوها مع وجبات إطعامهم، أو يوزعونها مجانًا للبسطاء.
«عبدالله» يناشد محافظ القليوبية
ولا يطلب «عبدالله» دعما من أي نوع، إذ يؤكد قدرته على الاستمرارية بتلك المبادرة وتوفير العمالة اللازمة لها حتى تتوسع فكرته بجميع شوارع بنها، الأمر الوحيد الذي يطلبه، هو مناشدة يقدمها لمحافظ القليوبية حتى يتركه في حاله القائمون على إشغالات الطرق: «مش عايز حاجة غير إن بتوع الإشغالات ميجوش جنبي، وأنا كفيل أوفر كل حاجة للناس سواء الفاكهة أو العمالة أو أي حاجة تانية تخص استمرار المبادرة».