حكم تلقين المتوفى والدعاء له

إن لحظات الوفاة من أكثر اللحظات صعوبة على الإنسان، سواء المحتضر أو من معه من الأهل والأقارب، فيعد تلقين المتوفى والدعاء له من أكثر الأمور التي تحتاج إلى وعي ومعرفة وقدرة من الأشخاص لتخطي لحظات الفقدان الصعبة، وسنتعرف على كافة الأمور التي تتعلق بهذا الأمر بشكل مفصل من خلال الفقرات التالية.

تلقين المتوفى والدعاء له

أوضحت دار الإفناء المصرية أنه من السنة القيام بتلقين المتوفي والدعاء له عند القبر، حيث وردت العديد من الأحاديث النبوية التي أكدت على أهمية القيام بذلك ومن بينها:

  • جاء في حديث عن أبي أمامه الباهلي- رضي الله عنه- قال: أمرنا رسول الله-
    صلى الله عليه وآلة وسلم- فقال: «إِذَا مات أحد من إخوانكم، فسويتم التراب
    علي قبره، فليقم أحدكم علي رأس قبره، ثم ليقل، يا فلان بن فلانة، فإنه يقول،
    أرشدنا رحمك الله ولكن لا تشعرون، فليقل، اذكر ما خرجت عليه من الدنيا وهي
    شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، وأنك رضيت بالله ربًا،
    وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا، وبالقران إماما، فإن منكرًا ونكيرًا يأخذ واحد منهما
    بيد صاحبه ويقول، انطلق بنا ما نقعد عند من قد لقن حجته، فيكون اللهُ حجيجه دونهما».. رواه الطبراني.

حكم تلقين الميت دار الإفتاء المصرية 

أما فيما يخص تلقين المحتضر بالشهادة قبل الوفاة فقد أوضحت دار الإفتاء المصرية أنه من المستحب القيام بذلك، ولكن لا يجب أمر المحتضر بها، وقول “قل أشهد أن لا إله إلا الله” بل يجب حثه على ذكر الله بطريقة لينة.

فنجد أن الإمام الرملي كان قد قال في كتابه “نهاية المحتاج إلى شرح المنهاج”: [(وَيُلَقَّنُ) نَدْبًا
(الشَّهَادَةَ)، وَهِيَ: لَا إلَهَ إلَّا اللهُ، بِأَنْ يَذْكُرَهَا بَيْنَ يَدَيْهِ لِيَتَذَكَّرَ، أَوْ يَقُولَ: ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى مُبَارَكٌ،
فَنَذْكُرُ اللهَ جَمِيعًا: سُبْحَانَ اللهِ وَالْحَمْدُ للهِ وَلَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَاللهُ أَكْبَرُ، وَلَا يَأْمُرُهُ بِهَا، وَيَنْبَغِي لِمَنْ عِنْدَهُ ذِكْرُهَا أَيْضًا.

وفي حالة عدم تلقين المحتضر الشهادتين من قبل المجاورين له فلا إثم ولا ذنب عليهم، ولكنه من الأمور المستحب فعلها.

دعاء للميت بعد الدفن

كما يأتي من بين الأدعية التي من المستحب الدعاء للميت بها بعد الدفن:

  • روي أبو داود والحاكم وقال: (صحيح الإسناد)، عن عثمان رضي الله عنه قال: كَانَ النَّبِيُّ
    صلى الله عليه وآله وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ
    وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ».
  • اللهم زده يقينا وحبا في لقائك، ومتع عينيه برؤية ملائكتك مستبشرين به ومستبشرا بهم.
  • يارب أنت ربه وأنت خلقته، وأنت رزقته وأنت هديته للإسلام، وأنت قبضت روحه، وأنت أعلم بسره وعلانيته، جئنا شفعاء له فاغفر له ذنبه.
  •  اللهم اغفر لميتنا، وارفع درجته في المهديين، واخلفه في عقبه في الغابرين،
    واغفر لنا وله يا رب العالمين، وأفسح له في قبره ونور له فيه”.
  •  أسألك يا الله أن تيسر عليه أمره وسهل عليه ما بعده وأسعده بلقائك،واجعل ما خرج إليه خيرًا مما خرج منه
  • اللَّهُمَّ إنَّ فُلانَ ابْنَ فُلان في ذِمَّتِكَ وحَلَّ بجوارك، فَقِهِ فِتْنَةَ القَبْر، وَعَذَابَ النَّارِ، وَأَنْتَ أَهْلُ الوَفاءِ والحَمْدِ
    اللَّهُمَّ فاغفِرْ لهُ وَارْحَمْهُ، إنكَ أَنْتَ الغَفُور الرَّحيمُ.
  • أسألك يا الله أن تنزله منزلا مباركا، وأنت خير المنزلين، اللهم أنزله منازل الصديقين،
    والشهداء، والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
  • اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، ولا تجعله حفرة من حفر النار، اللهم افسح له في قبره مد بصره، وافرش قبره من فراش الجنة، اللهم أعذه من عذاب القبر، وجفاء الأرض عن جنبيها.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية موضوعنا لليوم وتعرفنا على حكم تلقين المتوفي والدعاء وله في الدين الإسلامي وإذا كنت ترغب في التعرف على المزيد يمكنك القيام بالإطلاع على دعاء لأمي المتوفية بالجنة والرحمة والمغفرة.