| حكاية رجل عاش بدون قلب لمدة شهر كامل.. «كان بينه وبين الموت شعرة»

في السنوات الأخيرة، نجح الأطباء في إنقاذ البشرية من الأمراض الفتاكة التي كادت أن تنهي حياة الملايين، بدءًا من إنتاج اللقاحات وحتى علاجات السرطان والأورام الخبيثة، ومن أبرز تلك النجاحات، اختراع «آلة» تسمح للإنسان بالعيش دون قلب، كما طور طبيبان في معهد تكساس للقلب، جهازًا يضخ الدم في جميع أنحاء الجسم دون ضربات قلب.

الجهاز الغريب الذي يحل محل القلب نجح بالفعل، وعاش به أول شخص يستخدمه شهرا كاملا دون أن يحتاج إلى قلبه الطبيعي، كان يدعى لويس، من مدينة تكساس الأمريكية، بحسب موقع «لاد بايبل» البريطاني.

بداية اختراع الجهاز الذي يحل محل القلب

اختبر كلا من الدكتور بيلي كوهن، وبوز فرازير، الفكرة لأول مرة على «عجل» يبلغ من العمر 8 أشهر يُدعى أبيجيل، إذ قاما بإزالة قلبه واستبداله بنجاح بمضختين قادرتين على ضخ الدم في جسم الحيوان كله، ويقول كوهن: «بكل المقاييس فإن نزع القلب يعني أن صاحبه ميت، ولكن هذا العجل عاش قويا وسعيدا ومرحا».

التجارب البشرية تحقق نجاحا مبهرا

بعد نجاح التجربة على 38 عجلًا، تقدم كوهن وفرازير إلى التجارب البشرية، واختارا رجلا يبلغ من العمر 55 عامًا يُدعى كريج لويس، يعاني من «الداء النشواني»، وهو مرض نادر من أمراض المناعة الذاتية، يتسبب في تراكم البروتينات غير الطبيعية، وبالتالي تسارع عضلة القلب والفشل الكلوي وأمراض الكبد.

أصيب قلب لويس بأضرار بالغة لدرجة أن الأطباء توقعوا أنه سيموت خلال 12 ساعة، وعند هذه النقطة اقترحت زوجته ليندا شيئًا غريبا، وقالت: «هو يريد أن يعيش ونحن لا نرغب في فقده، سوف نوافق على اقتراح الأطباء باستبدال قلبه بمضخة».

في مارس 2011، اتصلت ليندا بالطبيبان اللذان أزالا قلب زوجها وركبا الجهاز الاصطناعي، وبعد العملية، استيقظ لويس وبدأ يتعافى، وأصبح قادرًا على التحدث والجلوس على كرسي، ومع ذلك بدأت حالته بالتدهور بعد أن أصاب المرض كبده وكليتيه، وتوفي للأسف في إبريل من نفس العام، لكنه تمكن من العيش لأكثر من شهر بدون قلب ينبض، إذ قال الأطباء إن المضخات عملت بشكل لا تشوبه شائبة.