واحد من نجوم الباعة بمدينة طنطا، محافظة الغربية، يفترش «سمير» الكتب والروايات على أحد الأرصفة بشكل منظم يشبه نظام المكتبات، ثقافته العالية وحبه لمعرفة ما يحتويه الكتاب من معلومات، أهم ما تميزه عن غيره من الباعة على الأرصفة، إذ قرأ ما يزيد عن 2000 كتاب في مجالات مختلفة.
«سمير» 30 سنة مع الكتب
سمير عبد العزيز، خمسيني، بدأت قصته مع الكتب منذ أكثر من 30 عامًا، كانت القراءة تشكل جزء كبير من اهتمامه هو طالب في مدرسة الثانوي الصناعي، «من وأنا طالب في الدبلوم وأنا بحب القراءة ومن قبل كده كمان لكن كتب زمان كانت مميزة»، لتصبح الهواية بعد ذلك هو مهنتة ومصدر رزقه الوحيد، بحسب حديثه لـ«».
حب أبنائه للكتب
اهتم «سمير» بتعليم أبنائه الأربعة، الذين أحبوا الكتب بسبب حب والدهم لها، تهتم البنات بقراءة الكتب وبدراستهم، بينما يقوم نجله «أحمد» بمساعدته في بيع الكتب، «عندي ولادي بيحبوا الكتب جدًا، وكلهم اتعلموا وعشان أحمد هو الولد الوحيد بينزل معايا، وهو مهتم جدًا بالكتب على الرغم أنه في معهد تكييف»، إذ يتمنى لهم التوفيق، ويطمح برؤيتهم في مكانة مرتفعة.
البنات هي النسبة الأكبر من القراء
يعتبر «سمير» أن النسبة الأكبر من القراء هم البنات، « البنات هي أكتر حد بيقراء لكن الولاد قليل قوي، يعني نقول أن نسبة 95% من الزبائن البنات وقليل قوي لما ولد يجي يشتري كتاب» وتتمثل اهتمام الفتيات هي قراءة الروايات والقصص المترجة، أما اهتمام الشباب هي الكتب العملية والعلمية، وفي بعض الأحيان يميل الشباب لقراءة الكتب الجن والسحر.
أمانة «سمير» في بيع الكتب
بيع الكتب بالنسبة لـ«سمير» هي أمانة قبل أن تصبح مصدر رزق، لأنه يعتبر أن الكتب مثل الأسلحة ، لا يمكن تركه في يد شخص يجهل التعامل معه وإدراكه، « بناقش الزبون واتكلم معاه عشان مش أي حد متاح أنه يقراء أى حاجة مثلا في كتب بتتكلم عن الإلحاد لو اللي جي يشتري لاقيته سنه صغير مش هبيع له الكتاب، وكتب تانية اللي فيها أسرار عن الجن».
وهناك بعض الكتب الأخرى رغم بساطة المحتوى، تعامل معاملة خاصة وتباع لفئة معينة، فلا يمكن بيع الكتب التي تحتوي ألفاظًا خارجة للفتيات، متابعا: «في كتب وفي كلام مينفعش يتباع لبنت أو ست بيبقي كلها إيحاءات».