ما زالت أعراض كورونا وما ينتج عنه من تبعات تحيّر الأطباء، في الوقت الذي يفتك الفيروس التاجي بصمت في كثير من ضحاياه، يعاني المرضى في كل أنحاء العالم من آثاره بعد أشهر عديدة على إصابتهم بالعدوى بين اضطرابات نفسية وفقدان لحاسة الشم؛ لكن حالة «أحمد» أثارت حالة من الجدل بعد إصابته بمرض نادر.
مضاعفات مرضية بعد إصابته بكورونا
أحمد رضا ذو الـ37 عامًا، يعد لغزًا جديدًا محيرًا منذ بداية الوباء في مصر، بعد أن ظهرت عليه آثار مختلفة أدخلته في غيبوبة وشلت أطرافه حتى أصبح غير قادر على تحريك يديه.
تروي «ميرفت»، زوجة الشاب الثلاثيني معاناة، «أحمد» الذي لم تظهر عليه أعراض كوفيد المعتادة: «هو اتصاب بكورونا في نص شهر 11 ودخلنا مستشفى قصر العيني لأنه كان بيعاني من صرع وتشنجات وارتشاح على المخ».
اشتباه بإصابة الشاب بتسمم
لم يكن في حسبان الأسرة أن هذه الأعراض ناتجة عن فيروس كورونا، إذ اشتبه الأطباء في البداية بإصابة الشاب بالتسمم إلا أن الفحوصات أكدت أن ما يحدث في منطقة الصدر من التهابات وارتشاح على المخ وفقدان للوعي هي دلالات أكدت إصابته بكوفيد 19، ولكن الأعراض غير تقليدية ولم يسبق وأن شاهدوها من قبل، بحسب حديث الزوجة لـ«».
الشاب أصبح عاجزًا عن العمل
الشاب الثلاثيني الذي يعمل فني كهرباء عُرض على استشاري مخ وأعصاب بعدما أصبح غير قادر على تحريك يديه، إذ أصيب بشلل في اليدين تبعها تجلطات، وفي الوقت نفسه لم تظهر عليه أعراض كورونا التقليدية: «اكتشفنا أن الالتهاب اللي على الصدر هو سبب التشنجات والغريب إن مفيش كحة ولا سخونة».
«مش عارف آكل ولا أشرب وتوقفت عن العمل بسبب شلل إيديّ» بهذه الكلمات عبر أحمد رضا الذي يعول طفلتين 4 سنوات وسنة ونصف، عن تردي حالته الصحية، مؤكدا أنه يعاني من آلام شديدة ويعيش على المسكنات منذ فترة.
وروى خلال حديثه لـ«» أنه لجأ إلى أطباء مخ وأعصاب وبخضوعه إلى رسم تخطيطي لعصب يديه أثبت وجود التهابات شديدة في الضفيرة العصبية سببتها عدوى كورونا: «إيديّ الاتنين مش بيتحركوا والدكاترة قالوا دي 3 حالة نشوفها على العالم».
وأكدت الفحوصات الطبية التي أجراها «أحمد» أن هناك إصابة بشلل في اليدين وتجلطات والتهابات في الضفيرة العصبية ومنطقة الصدر بسبب فيروس كورونا.
الطبيب المعالج: الحالة هي الأولى من نوعها
وشرح الدكتور محمود حمادة أخصائي العلاج الطبيعي، الطبيب المعالج لـ«أحمد» تفاصيل الإصابة لـ«»: «الحالة نادرة جدًا وتسبب حيرة، ولم يظهر على مريض كورونا من قبل إصابات في الضفيرة العصبية وغيرها من الأعراض التي ظهرت عليه، ودي الحالة هي الأولى من نوعها ومستمرين في إخضاع المريض إلى جلسات علاجية للوصول إلى نتائج أفضل».
وأوضحت الدكتورة نهلة عبد الوهاب استشاري البكتيريا والمناعة والتغذية بمستشفى جامعة القاهرة، أن التعافي من فيروس كورونا ليس نهاية المطاف إذ تستمر معاناة بعض الأشخاص الناجين من الإصابة في حالة نقص المناعة ويتأثر الجهاز العصبي وفي هذه الحالة من الوارد حدوث التهاب وشلل في الأطراف والضفيرة العصبية.
وأضافت في تصريحات خاصة لـ«»، أن كورونا المستجد يستهدف أضعف مكان في الجسم وقد تظهر أعراض أخرى غير المعروفة على المتعافين حتى بعد شهور من تجربة المرض ويتضمن ذلك الشعور بالإجهاد والأعراض التنفسية والعصبية.