النعام – تصوير: ماهر العطار
مشروع انتشر في الفترة الأخيرة بصورة ملحوظة، ورغم احتياجه لرأس مال كبير إلى حد ما، فإن أرباحه المرتفعة جعلته الخيار الأمثل لكثير من الشباب، خاصة ذوي الخبرة في مجال تربية الطيور.
تربية النعام كانت بمثابة «وش السعد» على أحمد عباس، وشهرته «كابيتانو»، من قرية ميت عساس، التابعة لمركز سمنود، بمحافظة الغربية، حيث قرر تغيير نشاطه في بيع الدواجن، الذى ورثه عن والده، ليصبح تاجراً لطيور الزينة، ومنه انتقل إلى النعام: «قابلت النعام في طريقي، درسته واشتغلت في تسويقه لمدة عامين، وبعدها عملت أول مزرعة خاصة بي».
أحمد: معظم تجار الطيور غيّروا نشاطهم لتجارة النعام
العمل في تجارة النعام يحتاج لـ«قلب جامد»، بحسب «أحمد»: «الكتكوت بـ2000 جنيه، لو أسرة مكوّنة من 2 نتاية ودكر سعرها يصل لـ80 ألف جنيه، ولازم الشخص يكون عنده خبرة في تسويقه»، مشيرا إلى أن فرخ التسمين من عمر 3 إلى 10 أشهر يحتاج على الأقل لمساحة 15 متراً، لأن الجري من أنشطته الأساسية.
معظم تجار الطيور غيّروا نشاطهم لتجارة النعام، وأرجع «أحمد» السبب في ذلك إلى أنه مشروع جديد إلى حد ما ومربح: «الكتكوت من عمر أسبوع لـ90 يوم بياكل تقريبا 20 كيلو علف، ويباع بـ3 أو 4 آلاف جنيه، أي أن صافي ربحه نحو 1500 جنيه»، ويرى أن أصعب مرحلة في تربية النعام هى من عمر أسبوع حتى 50 يوما: «أقل لمسة تؤثر فيه، لذلك يُحتفظ به على أرضية خرسانة مفروشة بالموكيت».
يحتاج مربو النعام إلى ماكينة بيض، بحسب «كابيتانو»، لتوفير فترة نحو 3 أشهر كانت ستضيع في رقود النعامة على البيض، ثم حزنها على صغارها بعدما أخذها منها، أما التسويق فيكون غالبا إلكترونيا.
أحمد: كيلو الريش بـ1400 جنيه
يتذكر «أحمد» صدمة أهالي القرية في بداية إطلاق مشروعه: «قالوا لي مين في ميت عساس هياكل كيلو نعام بـ250 جنيه، ثم اختلف الوضع بشكل كامل بعد طرحه، وهناك إقبال عليه»، معددا فوائده أنه لحم أحمر صاف خفيف، خالي من الكوليسترول، صالح لأصحاب بعض الأمراض مثل القلب والضغط: «لحم النعام والغزلان الأفضل عالمياً كقيمة غذائية».
ووفقاً للمربي الشاب، يتم الاستفادة من كل جزء في النعام، فبخلاف بيع اللحوم يباع كيلو الريش بـ1400 جنيه، وفي الشتاء يصل إلى 1700 جنيه، ودهن النعام يباع بـ130 جنيها للكيلو، لاستخدامه في أغراض طبية وتجميلية، أما البيضة غير المخصبة فتباع كطعام بـ120 جنيهاً، وكقشرة للفنانين بـ60 جنيها.
مراعاة نظافة المكان أهم نصيحة يقدمها «أحمد» للمقبلين على ذلك النشاط، ليس من القاذورات فقط، إنما من المواد الحادة: «النعام بينقر وياكل أي حاجة قدامه، حتى لو كان مسمار أو سلك، ما يؤثر على صحته»، كما يحتاج إلى التعرض للشمس بشكل دائم، لذا لا بد من تربيته في مكان مكشوف.
يتناول النعام وجبتين يوميا، الأولى في السادسة صباحا، والثانية بعد الساعة الـ3 عصراً: «الفرخ بياكل 2 كيلو علف يوميا»، يقولها «أحمد»، مؤكداً أنه «طير صحراوي يحتمل العيش في درجات حرارة مرتفعة تصل إلى 50 درجة مئوية، كما يتحمل البرد، ونحرص على إمداده بفيتامينات لحمايته».
ولا يهاجم النعام مربيه إلا في حالتين.. التزاوج ووضع البيض، بحسب «أحمد»، لذا لا بد من التعامل معه بوعي، بخلاف ذلك هو مسالم ويحب اللعب ويشتهر برقصة الباليه: «يرقصها من عمر أسبوع لحد آخر يوم، خاصة صباحا أو حين يكون سعيدا».