«أكرم مصطفى، وأحمد أسامة، وحسن شاكر»، 3 شباب قرروا ألا يستسلموا لواقعهم بعد تخرجهم، وبدء مشروع خاص بهم، فاختاروا بيع الأرز باللبن المُعد على الطريقة النوبية، متخذين حقيبة سيارتهم مكانا لوضع العلب، لتكون انطلاقهم في سوق العمل، في أبريل العام الماضي، يخرجون بالأرز بلبن، يتجولون في شوارع الإسكندرية، حالمين بافتتاح مطعم خاص بهم، يقدم أكثر من نوع للحلويات إلى جانب الأرز.
لاحظ الشباب الثلاثة، ما يفعله خريجو الجامعات، وتحقيق نجاح كبير بمشروعهم الصغير، لدرجة جعلتهم يفكرون في اتخاذ خطوة افتتاح المطعم، قبل أن يعلموا بمبادرة الدولة وتشجيع المحافظات المختلفة للشباب على افتتاح كرفانات لأنواع الأكل المختلفة: «وقتها حسينا إن دي فرصة كويسة حلو جدًا وقررنا نعمل كرفان»، وفق ما يحكيه «أكرم» لـ«».
عوائق أمام الشباب الثلاثة تمنعهم من تحقيق حلمهم
وبعد معرفتهم إجراءات افتتاح كرفان لبيع منتجاتهم من الحلوى في الشوارع، وبعد الانتهاء من كل تلك الإجراءات، كانت الصدمة المحبطة لهؤلاء الشباب الثلاثة: «قالولنا كل الأماكن المخصصة للكرافانات بالشوارع اللي كانت متاحة قبل ما نخلص الإجراءات خلصت، ومش فاضل غير أماكن في شارع واحد وبس (أنوبيس)، وده شارع غير حيوي تمامًا وكمان غير مؤهل للمنتجات اللي بنقدمها».
لم يقف الثلاثي دون حراك أمام تلك الصدمة، بل حاولوا التواصل مع محافظ الإسكندرية ليلطلبوا منه تأشيرته للموافقة على حصولهم على مكان بأحد الشوارع الأخرى التي اقترحوها بأنفسهم كبدائل أمام المحافظة، وبالفعل حصلوا على تلك التأشيرة، لم يفرح الشباب كثيرا فقد فاجأتهم الصدمة الثانية: «تقدمنا بعد كدا بالطلب لرئيس حي وسط الإسكندرية، اللي قالنا بالنص (أنا عايز تأشيرة صريحة من المحافظ، أما التأشيرة دي لا تفيد»، وأمام كل هذا، لم يجد الشباب الثلاثة مفر سوى الموافقة على شارع «أنوبيس»، وحينها أخبرهم الحي بالمجيء بعد أسبوع من وقت موافقتهم لنقل الكرفان إلى المكان المخصص له بهذا الشارع.
وبعد الأسبوع كانت المفاجأة الجديدة والأصعب في انتظار الثلاثي: «المحافظة ألغت شارع (أنوبيس) كمان، وحتى الشباب اللي كانوا استلموا أماكن كرفاناتهم وبدأو شغلهم، تم رفع كرفاناتهم، بعد اعتراض الأخوة الأقباط على تواجد كرفانات للأكل بالشارع المعروف بشارع (المدافن) لقداسة المدافن الموجودة فيه».
تكلف كرفان الشباب الثلاثة 150 ألف جنيه: «سالفين جزء مش قليل منه»
ولم يستطع الشباب التوصل إلى أي حل، بعدما كلفهم صنع الكرفان 150 ألف جنيه: «في الأزمة دي من شهر يوليو، ومش عارفين نفتح ونبدأ شغل، بعد المبلغ الكبير اللي صرفناه على بناء الكرفان، والمشكلة إن في جزء مش قليل من المبغ كنا مستلفينه، والناس دلوقتي عايزة فلوسهم، ده غير إيجار الجراج اللي سايبن فيه الكرفان وبندفعله كل شهر ألف جنيه كامل».
يتمنى «أكرم» وشركاؤه أن يجدوا مكانا بأحد شوارع المدينة الساحلية يضعون فيه كرفانهم ويبدأون تحقيق الحلم الذي لطالما سيطر على تفكيرهم لسنوات وشهور، موجهين التماسهم للمحافظة: «إحنا مش عايزين غير مكان، عشان نبدأ نشتغل ونسدد ديونا، ونحقق حلمنا، إحنا عملنا كل إجراءات وخلصنا كل ورقنا، زي ما طلبوا، ليه بقى يقفوا في طريق حلمنا».