قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، مساء اليوم، الأحد، إن الموجة الحالية من انتشار فيروس كورونا المستجد في ظل هيمنة المتحورة “أوميكرون”، ستشهد إصابة ما بين مليونين حتى أربعة ملايين مواطن بالفيروس.
وإلى جانب التوقعات التي تثير قلق المسؤولين في جهاز الصحة الإسرائيلي، يتواصل تشكل طوابير الانتظار الطويلة في مراكز فحص كورونا في جميع أنحاء البلاد.
في المقابل، يعتزم فريق العلاج الوبائي، الذي يقدم التوصيات لوزارة الصحة الإسرائيلية، توسيع حملة التطعيم بالجرعة الرابعة من اللقاح لتشمل موظفي جهاز التعليم والأجهزة الأمنية.
يأتي ذلك في أعقاب تشخيص 35 ألف إصابة في صفوف طلاب المدارس، وكذلك 5 آلاف إصابة في أوساط المعلمين، فيما يتواجد أكثر من 78 ألف طالب وطالبة بالحجر الصحي.
وقال بينيت إنه “في ظل هذه الوتيرة المتسارعة من العدوى وهذه المستويات من فحوصات التشخيص، أدركنا أنه لا يمكننا السماح للجميع إجراء فحص PCR”.
انتقادات داخلية لأداء الحكومة ورفض تعويض المتضررين
في المقابل، وجه بعض الوزراء انتقادات حادة لسياسة الحكومة الإسرائيلية في التعامل مع موجة التفشي الحالية للوباء، وعدم الوضوح في التعليمات والقرارات المتخذة، الأول الذي يسبب “حالة من الارتباك” في أوساط الجمهور.
بدورها، قالت وزيرة الاقتصاد، أورنا باربيفاي: “لسنا واضحين بشأن الإجراءات المتخذة، نحن مطالبون بتقديم توضيحات طوال اليوم. الشعور العام هو أن الحكومة تخلت عن مواجهة في كورونا”.
كما انتقدت باربيفاي “سياسة التشدد بعدم تقديم تعويضات للمتضررين التي ينتهجها وزير المالية”، أفيغدور ليبرمان، وقالت إنها “تسبب ضغوطا شعبية”.
من جانبه، رفض ليبرمان التراجع عن موقفه في هذه المسألة، وقال: “لن نخضع للابتزازات الانتخابية، الاقتصاد لن ينهار خلال عشرة أيام،”.
وأضاف “تقييم الأنشطة التجارية يكون خلال فترة عام من الزمن. من المبكر جدا الدخول في حالة من الرعب بعد سعة أيام”، وذلك في رده على أصحاب المصالح التجارية التي ادعت أن عائداتها تأثرت إلى النصف بسبب الإجراءات الحكومية.
وقال ليبرمان، في إحاطة صحافية على هامش الجلسة الحكومية، “لم أقل إنه تحت أي ظرف من الظروف، لن تكون هناك مساعدة للشركات، لكننا لن نوزع هدايا”.
وأضاف “رأيت بعض رجال الأعمال يتحدثون عن خسائر، في المقابل، شاهدت بنفسي الأرباح التي حقوقوها. أتمنى للجميع نفس الوضع في عام 2022”.
وتابع “كل الأنشطة التجارية في حالة ممتازة وأنا سعيد بذلك. حاليًا، من المحادثات مع رجال الأعمال – المشكلة الحقيقية تكمن في نقص الأيدي العاملة”.
114,390 إصابة جديدة خلال 8 أيام ونصف
وأظهرت المعطيات الصادرة عن وزارة الصحة الإسرائيلية، مساء الأحد، تسجيل 10,248 إصابة جديدة بالفيروس خلال أقل من 24 ساعة (منذ منتصف الليلة الماضية حتى الساعة الـ18:30 من مساء اليوم).
وبيّنت البيانات الرسمية فإن فحوصات التشخيص التي أجريت خلال هذه الفترة وصلت إلى 84 ألف فحص، فيما يتواصل ارتفاع نسبة الفحوصات الموجبة لتصل إلى 12.8% وهي النسبة الأعلى منذ أيلول/ سبتمبر 2020.
وشهد اليوم تشخيص المصاب رقم مليون وخمسمئة ألف في إسرائيل منذ بدء انتشار الجائحة في آذار/ مارس 2020، وباتت إسرائيل الدولة الخامسة والثلاثين في العالم، والأولى التي يقل عدد سكانها عن 10 ملايين نسمة، التي تسجل هذا العدد الكبير من الإصابات المؤكدة منذ تشجيل أول إصابة بالوباء في الصين.
وبحسب معطيات وزارة الصحة، سجلت إسرائيل 114,390 إصابة بكورونا منذ انطلاق عام 2022 الجاري (خلال تسعة أيام)، مقابل 42,754 إصابة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، و14,923 إصابة في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، و44,993 إصابة في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، و207,031 في أيلول/ سبتمبر الماضي (ذروة الموجة السابقة).
ويتلقى 542 مصابا العلاج في أقسام كورونا بالمستشفيات الإسرائيلية، 204 منهم في حالة خطيرة، بحسب وزارة الصحة، من بينهم 53 مريضًا تم توصيلهم بأجهزة التنفس الاصطناعي.
ووصلت حصيلة الوفيات الإجمالية منذ بدء تفشي الجائحة إلى 8,269 حالة، علما بأن وزارة الصحة سجلت اليوم حالة وفاة تأثرا بكورونا. ومنذ بداية كانون الثاني/ يناير الجاري، توفي 18 مريضا بكورونا، مقابل تسجيل 49 حالة وفاة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وأظهرت المعطيات الصادرة اليوم، ارتفاع عدد الحالات الخطيرة خلال الساعات الـ24 الأخيرة إثر نقل 53 مريضًا جديدًا من مرضى كورونا إلى المستشفى في حالة خطيرة، في حصيلة هي الأعلى منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وفي ظل موجة التفشي الواسعة للفيروس وتسجيل معدلات إصابة قياسية، خصصت الحكومة الإسرائيلية جلستها الأسبوعية، اليوم، لبحص مستجدات الجائحة وسبل الحد من تفشي الفيروس واحتواء الموجة الحالية.
واستعرض بينيت، في كلمته الافتتاحية، الحالة الوبائية والإجراءات التي تقوم بها الحكومة للحد من تفشي الفيروس، وكذلك الإجراءات التي تقوم بها لتجنب الإغلاق، والإبقاء على التعليم الوجاهي في المدارس، في ظل تفشي الفيروس في أوساط الطلاب.
وقال بينيت إن الحكومة ستقوم بتوزيع رزم فحوصات كورونا السريعة على الطلاب والطالبات وأعضاء هيئة التدريس في المدارس مجانا، علما بأن سعر الرزمة الواحدة يبلغ من 15 إلى 20 شيكلا.
وأضاف “وصلت البلاد هذا الصباح 5000 جرعة علاج مضاد لكورونا من إنتاج شركة ميرك، تناسب المرضى الذين يتعرضون لخطر عال، وذلك بالإضافة إلى أدوية فايزر المتوفرة لدينا”.
وتابع “لن تدوم موجة أوميكرون إلى الأبد. سنجتازها بعد عدة أسابيع صعبة”.
ويستدل من المعطيات الرسمية أن عدد إصابات كورونا في البلدات العربية لغاية صباح اليوم، بلغ 214,362 إصابة، في حين بلغ عدد الإصابات في البلاد 1,493,286، وبهذا بلغت نسبة إصابة المواطنين العرب نحو 14.4% من إجمالي الإصابات في البلاد.