| رحلة عذاب لباحثة جامعية بالصين كادت تفقدها مستقبلها: كورونا دمر حياتي

 في نهاية عام 2019، تفشى فيروس كورونا المستجد في الصين ومنها انطلق إلى جميع أنحاء العالم، وبجانب حدوث الإصابات والوفيات والعزل، كان للفيروس تأثيرا آخر على «إيناس»، فبمجرد خروجها من مقاطعة ووهان، واجهت حظا عثرا للغاية جعلها مهددة بضياع مستقبلها الدراسي ولا تستطيع استكمال حياتها.

إيناس أبو النصر، مدرس مساعد في كليه العلوم الزراعية جامعة بنها، في عام 2013، سافرت إلى جامعة ووهان بالصين لتحضير الدكتوراة في مجال الموارد البيئية إلا أنها في شهر 12 عام 2019 واجهت مأزق شديد الصعوبة، اعتادت الشابة العشرينية على قضاء عطلتها الشتوية في المقطاعات المختلفة وبلدان العالم، ولكنها في العام الماضي فوجئت بالمشرفين عليها ومسؤولي الجامعة يخبرونها والطلاب بعدم مغادرة الحرم الجامعي، وأعطوها علبة من الأقنعة مع ضرورة مع عدم تناول الأسماك بسبب اكتشاف أولى حالات الإصابة في سوق الأسماك البحرية.

بدأت «إيناس» رحلة من التخبط برفقة صديقتها الباكستنية «حجزت كل التذاكر لرحلتي أون لاين والفنادق وكنت هروح كذا مقاطعة وبالي وكوالالمبور، بس لقيت الفيروس بينتشر بسرعة وحياتي اتقلبت تماما».

تروي الشابة العشرينية في حديثها لـ«»، أنها بدأت رحلتها في 10 يناير 2020، وتنقلت بين العديد من المقاطعات، وأثناء وجودها في ماليزيا فوجئت بشركة الطيران تخبرها بأن جميع الحجوزات ملغية وبينها رحلة العودة إلى ووهان، «كنت وصاحبتي حاجزين في فندق في بالي، لما وصلتي رسالة على جروب الجامعة بتطبيق عليه تعداد الإصابات والوفيات وأن ووهان اتقفلت حسيت أن كل حاجة اتدمرت في لحظة وحياتي اتلخبطت جدا، والإصابات بتتزيد ومش عارفة أرجع».

اضطرتا الصديقتان لإلغاء الحجز والانتقال إلى فندق آخر صغير، وشعرت «إيناس» بارتفاع في درجة حرارتها وألم في الحلق لتظن على الفور أنها أصيبت بكورونا، وبجانب إلغاء جميع رحلاتها وعدم مقدرتها العودة وقلة النقود فوجئت بصديقتها تتخلى عنها وتغادر إلى بلدها «لولا مساعدة العرب كنت اتبهدلت جدا علشان كنت لوحدي».

بعد كل ما تعرضت له، قررت العودة إلى إحدى مقاطعات الصين لحين انتهاء الأزمة ومحاولة استعادة اللاب توب والذي عليه دراستها العملية وورقة بحثية هامة للغاية، لتفاجئ عند وصولها مطار بالي، بعدم السماح لها بالعودة بسبب ارتفاع درجة حرارتها، لتحجز تذكرة وتعود إلى بلدها وتقضي فترة بسيطة في العزل الصحي بمطار القاهرة.

«حياتي العملية ضاعت علشان جامعتي في الصين ومش عارفة أرجع لدراستي ولا لمستقبلي تاني».. بألم وحزن تحاول «إيناس» تجاوز محنتها والاكتفاء بالعمل في جامعة بنها بعد عودتها إليها لحين تحسن الأمور.