| رحلة صاحب صور منتخب مصر بأفريقيا بدأت بكاميرا موبايل.. وسر اختيار الأبيض والأسود

بين محمد صلاح وأحمد حجازي ومحمد الشناوي، أشهر لاعبي كرة القدم بمصر، الذين يتمنى الكثيرون رؤيتهم، والأصوات الصاخبة والإضاءات العالية في الملعب الأخضر الواسع، سيطرت الرهبة والتوتر على أحمد عبدالفتاح رمضان، وهو يعدّ كاميرته وأدواته الضخمة، بحرص بالغ يحبس فيه أنفاسه، متذكرا هاتفه الصغير من نوع «نوكيا» الذي كان يتجول به لالتقاط صورا طبيعية، اكتشف من خلالها موهبته، ليحقق نجاحا واسعا، جعله بات المسئول جلسة التصوير الرسمية لمنتخب مصر قبل انطلاق مشاركتهم بالنسخة الحالية من كأس الأمم الأفريقية.

أحمد عبدالفتاح رمضان، الشهير بـ «تيما»، حصل على بكالوريس تجارة، الذي تعود أصوله لمحافظة أسوان، انضم لعالم التصوير كهاو، يتجول بين الشوارع، حاملا هاتفه البسيط، ويلتقط كل ما يلفت انتباهه بطرقات العاصمة، سواء كان منظر طبيعي أو أشخاص أو حتى أصحابه، ليتمكن من أدواته ويثقل خبراته، حتى وصل في أعوام قليلة للعمل كمصور بالنادي الأهلي.

«تيما»: تفاجأت باختياري لتصوير المنتخب المصري بالبطولة الأفريقية.. ولغيتلها كل المواعيد

في عام 2015، أصبح «تيما» مصور النادي الأهلي، بعد رحلة امتدت لسنوات حقق فيها الكثير من النجاحات بذلك المجال، ليضع بصماته المميزة به، لذا تم ترشيحه من خلال صديقه، الذي يعمل بالشركة المسئولة عن التسويق للحقوق الرياضية في مصر، إذ تفاجأ بمكالمة هاتفية لإبلاغه أنه عليه الاستعداد لتصوير لاعبي المنتخب والجهاز الفني المصري بكأس الأمم الأفريقية، لتكون صوره هي الرسمية للبطولة، قبل ساعات من انطلاقها: «كلموني المغرب، قالولي عايزين نصور المنتخب الصبح، وطبعا واقفت مترددتيش لحظة، رغم إن كان ورايا شغل ومواعيد تانية».

 

وجد الشاب نفسه مسؤولا عن جلسة التصوير الرسمية لمنتخب مصر بجهازه الفني ولاعبيه قبل انطلاق مشاركتهم بالنسخة الجارية الآن من كأس الأمم الأفريقية، قبلها بساعات، سيطرت عليه فيها مشاعر القلق والفرحة والرهبة، ولكنه اعتبرها: «اختياري شرف وفخر كبير ليا».

استخدم «تيما» في جلسة التصوير أفضل الكاميرات المعروفة حاليا، ليحصل على صور احترافيه تحمل رسائل كثيرة، عن قوة المنتخب وتميز أعضائه، كانت محل إشادة واسعة بين منصات مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة.

«كلنا واحد ورا المنتخب».. عنوان صور «تيما» لجلسة التصوير

حاول المصور الشاب، من خلال جلسة تصوير لاعبي المنتخب أن يظهر مدى التركيز والصرامة على وجوه أفراد البعثة، لينقل مدى الرغبة المتواجدة داخل الجميع في الفوز بتلك البطولة والوصول إلى النجمة الثامنة على قميص المنتخب: «الصور غالبيتها مفيهاش ضحك ولا حتى ابتسامة، عشان حاولنا نظهر مقدار التركيز ببعثة المنتخب».

كما اختار «تيما» برفقة فريق العمل الكبير، الذي أشرف على تلك الصور، أن تخرج جميع «بورتريهات» اللاعبين بالأبيض والأسود، باستثناء الصورة الجماعية لبعثة المنتخب بأكملها، بهدف توصيل رسالة محددة، وهي أن الجميع خلف المنتخب المصري وحده، دون أي انتماءات كروية أخرى: «حبينا نوصل للناس أن جوه المنتخب مفيش ، لا أحمر ولا أبيض ولا حتى أصفر أو أي لون، كلنا واحد ورا المنتخب»، وبالفعل لاقت تلك الفكرة إشادات واسعة وترحيبا بين محبي كرة القدم.