في «الكبر عبر»، فهذا المثل ينطبق على حال رجل في أوائل السبعينيات من عمره، يمشي متمايلًا يمينًا ويسارًا، متكئًا على عكازه الخاص به من 60 سنة، الذي يستخدمه منذ طفولته فبدونه لا يقدر على السير، فمن خلاله يستطيع المشي لفترة ويستريح لأخرى ليستكمل مشواره.
عم «أبو زيد حامد» رجل مُسن يبلغ من العمر 70 عامًا، من مواليد محافظة أسيوط بصعيد مصر، ترك مسقط رأسه منذ نعومة أظافره، واصطحب والده وجميع أفراد أسرته وانتقل إلى محافظة القاهرة؛ من أجل العمل وطلب الرزق؛ نظرًا لظروفهم المادية المحدودة في الصعيد.
تآكُل عظام ساق عم «أبو زيد»
وعند انتقال أسرة للقاهرة، افترشوا أحد الشوارع في منطقة إمبابة لحين العثور على مسكن، وذات يوم دخل الابن في ثبات عميق من النوم؛ ليستيقظ مفزوعًا بسبب «عضة» حمار متوحش ضال بالشارع آنذاك، وكان ذلك وهو في العاشرة من عمره، ومن وقتها وعم «أبو زيد» يستند على عكاز أو عصا لتساعده على السير، بحسب حديثه لـ«».
وبعد سنوات من المعاناة، تمكن «أبو زيد» من الحصول على «كشك» صغير، يستطيع من خلاله أن ينفق منه على زوجته وأولاده، «معنديش غير الكشك اللي باكل منه عيش أنا وعيالي ومراتي وأهو الحمد لله بنقضي يوم بيومه وأهي ماشية ببركة وفضل ربنا، والحمد لله ربنا ساترها معايا بس أهم حاجة ربنا يباركلي في ولادي، واقفين معايا ليل ونهار».
حلم الرجل السبعيني في أواخر عمره
يحلم «عم أبو زيد» بزيارة المملكة العربية السعودية؛ لزيارة بيت الله الحرام وأداء مناسك العمرة، قائلًا: «مفيش حاجة في نفسي غير إني أطلع العمرة قبل ما أموت، أنا خلاص حاسس إني رجل برة ورجل جوه، ومش هعيش قد اللي عيشته، عشان كدا نفسي مؤسسة من بتوع الخير تطلعني العمرة ويكون ليهم الأجر والثواب واللي عند ربنا مبيروحش».