مع اختفاء عبدالملك.. الحوثية تأكل بعضها

فيما تتواصل العمليات العسكرية في محافظات مأرب وأبين، شهدت العاصمة اليمنية اشتباكات ليلية بين المليشيا الحوثية وموالين لها في إطار الصراعات الداخلية على النفوذ والأموال.

وقالت مصادر موثوقة لـ«»، إن المليشيا تفرض حالة طوارئ غير معلنة في صنعاء، خصوصاً بعد تعرض موكب رئيس اللجنة الثورية الانقلابية محمد الحوثي أمس الأول لإطلاق نار في شارع تعز (جنوبي العاصمة)، ما دفع المليشيا إلى شن حملة مداهمات لمنازل في حدة وأحياء شارع تعز وخولان، واعتقال عدد من أئمة مساجد الزيدية.

وكشفت المصادر خلافات عقائدية وصراع نفوذ ومصالح بين قيادات الحوثي، إذ تتهم المليشيا بعض رموز الزيدية بـ«الخيانة» وعدم إصدار فتاوى مؤيدة للحوثي وشرعنة فساد قياداته، إضافة إلى معارضتها بعض نصوص وأفكار حوثيي صعدة الطائفية المستوردة من إيران. وكانت مصادر إعلامية أفصحت عن اختطاف المليشيا عدد من المرشدين والوعاظ من المذهب الزيدي في صنعاء وعمران غالبيتهم يتبعون الزيدي محمد عبدالله المؤيدي الضحياني وعبدالحمديد أبوعلي واقتادتهم لسجونها السرية، وأكدت وجود انقسام حاد بين الجانبين وحالة غليان داخلي. وأرجعت المصادر أسباب الاعتقالات إلى الفتاوى والفتاوى المضادة بين الطرفين التي وصلت إلى استحداثات عسكرية وحملات في مساجد منطقة حوث بصعدة، موضحة أن زعماء الزيدية أصدروا فتوى بعدم جواز القتال تحت راية عبدالملك الحوثي لميوله للطائفية الإيرانية، وهو ما جعل المليشيا تخشى الزيدية، غير أن مصادر أخرى رجحت أن تكون الخلافات الداخلية والاعتقالات مرتبطة بمصير عبدالملك الحوثي ومن يخلفه خصوصاً في ظل اختفائه الطويل.

في غضون ذلك، اندلعت معارك عنيفة بين الجيش الوطني والمليشيات الانقلابية في «جبل ثرة» الواقع بين محافظتي أبين والبيضاء أمس (الأربعاء)، ووفقاً لمصدر عسكري، فإن المليشيا لجأت إلى تفجير عقبة الحلحل وبعض الجسور في الشمال الشرقي من مديرية لودر بمحافظة أبين بعد سيطرة قوات الشرعية على جبال القشع خلال الساعات الأولى من انطلاق العملية. وفي مديرية حريب بمأرب، تواصل ألوية العمالقة تقدمها وتطهيرها لعدد من الجبال والوديان والقرى، وأسقطت طائرة مسيرة حوثية مفخخة أمس.