«معسلة يا بطاطا.. حلوة يا بطاطا»، صيحات يطلقها «شحات»، أثناء انتظاره خلف عربته الخشبية الممتلئة بالبطاطا وأطباق «الفويل» البيضاء بشوارع فيصل في الجيزة، يصارع بروحه المرحة علامات الشقاء والتعب التي بدت واضحة على ملامحه.
«شحات» بائع بطاطا خريج سياحة وفنادق
«شحات سيد»، 32 عاما، يقيم بأحد شوارع الجيزة، روى لـ«»، تفاصيل رحلة كفاحه مشيرا إلى أنه دلف للقاهرة برفقة أسرته وحينها كان عمره 10 سنوات: «أبويا من أسيوط وجينا أنا وأهلي القاهرة سنه 1998 وكملت تعليمي هنا الحمد لله، وبعد تخرجي في السياحة والفنادق عملت في إحدى الشركات لمده عامين وكذلك في أحد الفنادق، لأتجه بعد ذلك إلى بيع البطاطا في الشارع».
سر خلطة بطاطا «شحات»
يعيش الشاب الثلاثيني مع أسرته في شقة صغيرة بإيجار 500 جنيه إيجار شهريا، فضلا عن فواتير الكهرباء والمياه وتكلفة الدروس والمدارس لأبنائه الثلاث: «أحمد الكبير في رابعة إبتدائي ومحمد 6 سنين وجويريه سنتين»، وينفق عليهم الأب من بيع البطاطا بشيّها على الخشب وليس الفحم لجذب الزبائن: «بتعمل دخان تلفت نظر الزبون».
إضافات البطاطا
لا يبيع «شحات» البطاطا التقيلدية فقط، بينما يضع عليها بعض الإضافات الخاصة التي تميزه عن غيره: «في ناس بتطلبها مسكرة وفي ناس بتطلب عليها ملح وبعدين بقطعها كذا قطعة وأحطها في الطبق».
أمنية الأب
يأمل الأب في استئجار محل ليبيع فيه البطاطا بدلا من التنقل بالعربة الخشبية في الشوارع المختلفة، حتى يكون له دخل ثابت ينفق منه على أطفاله، ويستريح من البعد عنهم والتنقل في أماكن عديدة: «نفسي ارتاح وعيالي يكونوا جنبي».