وشهدت مبادرة «إثراء المحتوى» في المرحلة الأولى مشاركة 500 شركة ومؤسسة سعودية تم فرزها إلى 83 مشروعا، وعُرضت المشاريع على لجان استشارية من داخل مركز إثراء وخارجه، ووقع الاختيار على 14 مشروعًا محليًا، تخدم صناعة المحتوى الثقافي والإبداعي، والتي تأتي تماشيًا مع رؤية المركز في تنمية جوانب الإبداع، والتجديد المستمر في حقول الفكر والأدب والثقافة والابتكار.
وانعكس أثر المشاريع المكتملة باكرًا، منها «موسيقى الأرض»، الذي يتكون من 6 أعمال غنائية، في جناح السعودية بإكسبو دبي 2020، وجاءت القصائد المغناة جزءًا من برنامج 16 نافذة بالجناح السعودي، لإلقاء الضوء على نافذة الأدب. ويعود هذا العمل إلى القصائد الجاهلية، ومحاكاة شعراء من الأدب العربي ممن عاشوا على أرض الجزيرة العربية، وتم تلحين قصائدهم بالفنون السعودية المتعلقة بالأرض والمدينة، التي عاشوا فيها قديمًا، ودُمجت الألحان بمقاطع فيديو مصاحبة للقصائد، لعرض جماليات المناطق المختلفة المختارة، التي أتت منها هذه الأشعار أمام زوّار إكسبو 2020، إلى جانب الرقصات الشعبية المصاحبة لها، لتحكي قصة كاملة عن هذه القصائد.
وتتنوع مشاريع مبادرة «إثراء المحتوى»، ما بين الأدبية والفلسفية، والتاريخية والسينمائية والعلمية، منها مشروع «السارد» وهو بودكاست أدبي متخصص، و«لماذا تلاحظ أشياء أكثر من أشياء أخرى؟» وهو كتاب فلسفي مطبوع، إلى جانب «مد» المتمثل في 15 كتابا مطبوعا مترجما، بالإضافة إلى «جسور» الذي يضم 5 كتب من الشعر العربي المترجم إلى اللغة الفرنسية، ومشروع «الشجرة» المتمثل بأرشيف تاريخي للمملكة العربية السعودية، عبر كتاب مخطوط باليد وأرشيف مصوّر.
وحازت الأعمال الوثائقية على حصة وافرة من هذه المشاريع، منها «عمروها» المتضمن 8 حلقات وثائقية عن تاريخ العمارة السعودية، ومشروع «جينيوم» الذي يلقي الضوء على الأمراض الوراثية في 6 حلقات، وفيلم وثائقي حول «مستقبل صناعة المحتوى» يتناول دور الذكاء الاصطناعي في هذه الصناعة، إلى جانب «جواب» وهو عمل وثائقي، يتناول عالم المشاهير في 4 حلقات.
وسينمائيًا، تضمنت المبادرة عددًا من المشاريع الإبداعية، منها «انسياب» وهو فيلم عن الحركة، وفيلم «ضد السينما» الذي يتناول تاريخ السينما في السعودية، و«قلب على الرمل» وهو فيلم أنيمي يتحدث عن تاريخ الصحراء في 15 حلقة، وأخيرًا «طلا وجلا» المتمثل في 4 حلقات، من الرسوم المتحركة وكتاب «كوميك».