| عم حمدي يحكي معاناته مع شلل الأطفال: «نفسي في كرسي متحرك»

على كرسي حديدي عتيق يتحرك بعجل، مرتديا الجلباب الصعيدى، بجسد ممتلء يجلس عم حمدي، أما مسجد السيدة عائشة، أمامه صندوق خشبي، يحمل بعض أكياس المناديل الورقية، وبعض الكمامات التي يحاول بيعها، على أمل أن يساعده في توفير قوت يومه، بعد أن كبر في السن، وعلى الرغم إصابته بشلل الأطفال منذ صغره، إلا أنه قرر أن يعيش كإنسان طبيع، ويتفاعل مع الآخرين.

حمدي أحمد سليمان صاحب الـ65 عاما، مقيم بأحد شوارع مصر القديمة، يروي في حديثه مع «»، معاناته مع شلل الأطفال، الذي أصيب به منذ صغره، مشيرا إلى أنه دلف للقاهرة رفقة أسرته، حينها كان عمره 16 سنة، «أمي من طنطا وأبويا صعيدي، وجينا أنا وأهلي هنا للقاهرة، وكان عندي 16 سنة وأنا وحيد أمى وأبويا».

 

خطأ طبي أصاب عم حمدي بالشلل

الرجل السيتيني مصاب بشلل الأطفال منذ طفولته، نتيجه خطأ طبي، «أمي قبل ما تموت قالت لي، أنت أخدت حقنة بالغلط، وأنت صغير، وجابتلك شلل الأطفال»، وعلى الرغم من ذلك، لم يستسلم لهذا المرض، وقرر أن يعافر في الحياة ويبيع المناديل، «في الأول كنت على باب الله، لكن بعدين جبت شوية مناديل، وبقيت أبيعهم، ولما جات كورونا جبت الكمامات معاهم».. بحسب وصفه.

 

حمدي: «كنت في الأول بزحف علي الأرض بأيديا»

بعد وفاة والدته، عاش الرجل الستيني بمفرده في شقة إيجار بمبلغ 500 جنيه شهريا، فضلا عن فواتير الكهربا والمياه، كما أنه لم يسبق له الزواج من قبل، واستكمل عم حمدي رحلته مع الحياة، واجهته العديد من الصعوبات في بداية المرض «كنت في الأول بزحف علي الأرض بأيديا، لكن في ناس ولاد حلال بعدين جابولي الكرسي ده وبقيت أعود نفسي».

 

التاسعة صباحا موعد عمل عم حمدي، يأتي كل يوم من 9 الصبح، ويغادر مساءً «بمشي عشان الزحمة بتاعة العربيات»، كما يأمل في أن يجر توفير كرسي كهربا متحرك له، «مش عاوز حاجة من الدنيا غير يكون عندي الكرسي اللي بكهربا، وأكمل باقي أيامي».