اعتبر السفير الأميركي الجديد في إسرائيل، توماس نايدس، إن تأييد إدارة بايدن لحل الدولتين للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني نابع من أن هذا الحل سيعزز قوة إسرائيل، لكن هذا لا يعني استئناف “عملية السلام” قريبا.
وقال نايدس، في مقابلة نشرتها صحيفة “يديعوت أحرونوت” اليوم، الجمعة، إن “كل ما يهمني هو أن تكون إسرائيل دولة قوية، ديمقراطية ويهودية. وتأييدي لحل الدولتين، وهو حل يؤيده الرئيس بايدن طبعا، ودعم رفاهية الشعب الفلسطيني – كل هذه الأمور نابعة من إيمان بأنه بهذه الطريقة ستتعزز قوة إسرائيل”. وأشار إلى أن “إسرائيل مختلفة بنظري. أولا كيهودي، ولكن أيضا لأنه توجد هنا مواضيع حقيقية ينبغي دفعها”.
وأضاف نايدس أنه “سأشعر أني نجحت إذا حافظنا على جميع الفرص مفتوحة من أجل العملية (السلمية). وأقصد أنه إذا أقنعنا الجانبين بعدم تنفيذ خطوات أحادية الجانب تغلق الفرص. ودوري هو التحدث حول الرؤية، وعن أهمية حل الدولتين، وضمان أن يؤمن الإسرائيليون وسكان الضفة الغربية بأن إدارة بايدن تدعم حل الدولتين. والأهم أن الإدارة تدعم بالأفعال وليس بالكلام فقط. وأريد أن أقنع الإسرائيليين أن إدارة بايدن تدعم إسرائيل من دون تحفظ”.
وبحسب السفير الأميركي، فإن “إدارة بايدن تؤمن أنها عليها العناية بالشعب الفلسطيني. وهذا هو الفرق بيننا وبين إدارة ترامب. وبعد تشكيل الإدارة مباشرة، توجه وزير الخارجية (الأميركية أنتوني) بلينكن إلى الكونغرس وحصل على أموال من أجل مساعدة الأونروا، ولمنشآت المياه، وللمنح، لسكان الضفة والقدس الشرقية. وهذه مساعدات مباشرة. وكما تعلم، فإن القانون يمنعنا من مساعدة سلطة. وبإمكاننا استخدام دفتر شيكاتنا وخطابنا. ولم أصل إلى هنا كحالم. أنا هنا من أجل تنفيذ أمور”.
وتطرق نايدس إلى المزاعم الإسرائيلية بأن الأونروا تمول “داعمي إرهاب”، وأشار إلى أن “هذه ليس شأن حكومات بنظري، وإنما هذه قصة عن أناس. فمعظم الفلسطينيين يستيقظون في الصباح ولا يهدرون وقتهم بمسالة ماذا يفعل قادتهم. وكل ما يريدونه هو صحة، فرصة، أمن. ومعظم الإسرائيليين لا يختلفون عنهم. وهم أيضا لا يستيقظون في الصباح ويسألون ماذا يحدث في الكنيست اليوم. إنهم يريدون خدمات صحية، تعليم، أن يختفي كورونا. وعلينا أن نعمل من أجل الشعبين”.
وأردف “هل هذا يعني أننا سنستأنف صباح غد عملية السلام؟ لا. يهمنا مصير المنطقة بالطبع، لكننا لا ننمي توقعات بأن شيئا ما سيحدث غدا”.
وقال نايدس إنه التقى مع رئيس المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، الذي تسود علاقة سيئة بينه وبين الإدارة الأميركية الحالية ومع بايدن خصوصا. وأضاف السفير الأميركي إنه “بالتأكيد التقيت مع نتنياهو، لساعتين ونصف الساعة. لأنني لست أيديولوجيا. والتقيت أيضا مع منصور عباس” رئيس القائمة الموحدة (الإسلامية الجنوبية).
وأضاف نايدس أنه “معجب جدا” بمنصور عباس. “فهو يذكرني بسياسيين كثيرين التقيت معهم خلال عملي”. وبدا السفير الأميركي كمن يتجاوز حدود وظيفته الدبلوماسية بكيله المديح لرئيس حزب، لسبب غير واضح. وقال إن “اهتمام عباس مُنصبّ على جمهوره. وهو يريد أن يوفر لناخبيه ما ينقصهم. فمشاكل جمهوره صعبة. وجرى تخصيص عشرين دقيقة من المحادثة بيننا للجريمة في الوسط العربي. ويحزنه أن ناخبيه يقتلون بعضهم. أنا أحب أشخاصا مثله”. واللافت أن السفير الأميركي بادر إلى الحديث عن منصور عباس، ولم يتطرق خلال المقابلة إلى سياسي آخر في إسرائيل.
وشدد نايدس على أنه لم يزر أي مستوطنة في الضفة ولا يعتزم القيام بزيارة كهذه “بأي شكل من الأشكال. ومثلما طلبت من الفلسطينيين وكذلك من الإسرائيليين بعدم تنفيذ أمر يشعل الوضع، هكذا أتصرف شخصيا. لا أريد أن أغضب أحد. وأعلم أني سأرتكب أخطاء، وأقول أمورا تثير الغضب”.
وقال السفير الأميركي إنه لا يتحدث مع السلطة الفلسطينية. لا أجري اتصالات مباشرة معهم. وجورج نول يدير الوحدة الفلسطينية. ويعمل أشخاص كثيرون في ذلك – يو أس إيد، الدائرة السياسية، الدائرة الإعلامية. ويركز كل الجهاز الذي يعمل في المبنى الذي استخدم للقنصلية (الأميركية في القدس) على الضفة. وأريد أن يعززوهم. وسألتقي مع أي أحد يريد اللقاء معي، لكن لا مصلحة لي بتسخين الوضع الآن. ربما سأقول بعد شهر إني ذهبت إلى هناك (إلى الضفة)، لكن ليس لدي خطة كهذه الآن، ولا توجد حاجة لذلك أيضا”.
وأضاف نايدس أنه “نريد إعادة فتح القنصلية. وقلنا ذلك لحكومة إسرائيل”. وتطرق إلى معارضة رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، ووزير الخارجية، يائير لبيد، إعادة فتح القنصلية الأميركية بادعاء أن ذلك “سيضعف مكانة القدس كعاصمة إسرائيل”. واعتبر السفير الأميركي أن “القدس هي عاصمة إسرائيل. والسفير الأميركي يعمل ويسكن فيها. ونأمل بأنه إذ استؤنفت المفاوضات المباشرة، سيتخذ القرار حول القدس بين الجانبين”.
وأقرّ نايدس بأن الموضوع الإيراني هو أكثر موضوع يثير توترا بين إدارة بايدن وإسرائيل. وقال إن “الرئيس بايدن أراد أن يضمن ألا تكون هناك فجوات في الثقة بين إسرائيل والإدارة في هذه القضية البالغة الأهمية. والمواقف معروفة. وبودي أن أوضح أننا نريد في نهاية الأمر العمل سوية مع إسرائيل. والأهم من ذلك، أن الرئيس أوضح أنه ملتزم بألا يصل الإيرانيون إلى القنبلة، وأن جميع الخيارات ستكون على الطاولة. وهناك محادثات متواصلة بيننا وبين إسرائيل، وقسم منها غايتها تهدئة مخاوف إسرائيل”.
وأضاف أنه “أوضحنا بشكل علني وغير علني أننا نريد حلا دبلوماسيا. وإذا لم نتوصل إلى حل دبلوماسي، توجد خيارات أخرى نتحدث عنها. وعناوين وسائل الإعلام هدأت لأنه تم تحقيق الثقة، ونحن نصدقكم وأنتم تصدقوننا”.
وتابع السفير الأميركي “نحن لاعب مركزي في الموضوع الإيراني، وهذا الموضوع الأهم في المنطقة حاليا. كما أننا ندعم بكل قوة اتفاقيات أبراهام. وسندفع قدما اتفاقات اقتصادية بين إسرائيل والإمارات وسنجلب دولا أخرى”.