منذ نعومة أظافرها اضطرتها ظروفها الخاصة، أن تمتهن مهنة «الجزارة»، وراثة من أسرتها، وبعد زواجها ابتعدت عن المهنة لتتفرغ لحياتها الجديدة، ثم أجبرتها الظروف بعد فترة على العودة للعمل مرة أخرى ولكن هذه المرة، لبيع سندوتشات الكبدة.
وفاة أخيها السبب الرئيسي لعودتها للمهنة
في مكان خافت الإنارة تزين جدرانه صور والدها وأخيها المتوفيين، تقضي سحر فاروق شلقامي، 48 عامًا معظم ساعات يومها، خلف «عربية كبدة» لبيع السندوتشات، بأحد شوارع فيصل بمحافظة الجيزة: «إحنا مشهورين هنا في المنطقة بأننا جزارين، إحنا في الشغلانة دي أكتر من 50 سنة»، حسبما قالت لـ«».
«بعد ما أخويا مات قلت أنا لازم أنزل أشتغل على عربية الكبدة مكانه، أخويا سايب 3 أطفال صغيرين محتاجين اللي يصرف عليهم ويشوف مصلحتهم»، موضحة أنها تساعد زوجة أخيها الأرملة، لأنها طيلة النهار تعمل على مراعاة صغارها، وفي المساء تأتي للمحل وتعمل على محاسبة الزبائن: «عشان هي مش هتعرف تشتغل شغلانتنا دي، فهي بتيجي في آخر النهار تساعدني شوية وتقف على الكاشير».
خبراتها واسمهم بسوق الجزارة
وأشارت إلى أن معظم أفراد العائلة يعملون معًا في المحل الخاص بهم، منهم ابنتها وابن شقيقتها أيضًا، موضحة أن والدها كان جزارًا ولكنه ترك المهنة واتجه لبيع سندوتشات الكبدة، في مكان مختلف عن مكانهم الحالي: «الأول كان عندنا محل عند ترعة عبدالعال، بعد كده نقلنا في مكانا دلوقتي في فيصل».
واستكملت «سحر» حديثها مشيرة إلى أنّ أفراد عائلتها من أشهر الجزارين بفيصل: «لينا اسمنا في شغلانة الجزارة، اسمنا ولاد أبو فاروق»، موضحة بأنها أم لثلاثة بنات، سعت جاهدة من أجل استكمال تعليمهن، وتجهيزهن للزواج، مختتمة حديثها ضاحكة: «أنا جدة كمان من 10 سنين».