بصوت قَلِق ونبرة عاجزة، استغاث الأب الأربعيني سيد محمود، من أبناء محافظة الإسماعيلية، وهو يشكو قلة حيلته تجاه المشاكل الصحية التي يعاني منها ابنه «محمود»، صاحب الـ 22 عامًا، المُصاب بجرح كبير ومُتعفن في ساقه اليمنى، ويزداد حجمه يومًا بعد يوم ولا يلتئم بسبب حدوث قطع في الشريان الرئيسي للساق بدءًا من الفخذ.
سيد محمود، 47 سنة، يعمل سباكًا، ويعيش في شارع بدر بمنطقة الشهداء في محافظة الإسماعيلية، والذي راح بكلمات متقطعة غلبها الضعف، يحكي معاناته لـ«»، موضحًا أن ابنه «محمود» أُصيب منذ نحو 4 سنوات بجلطة على ساقه اليسرى، وبعد علاجها تفاجئوا بتكرارها مرة أخرى ولكن هذه المرة في الساق اليمنى: «تابعنا مع الدكاترة وكنا فاكرين أنها هتتحسن زي الرجل الشمال، لكن للأسف مكانتش بتخف».
إصابة «محمود» بجرح في ساقه اليمنى
لم يمر سوى بضعة أشهر، على إصابة «محمود»، الحاصل على دبلوم زرعة، بجلطة في الساق، حتى حدث له جرحا في الساق نفسها، وبالرغم من تناول المضادات الحيوية والتردد على أطباء الجراحة، إلا أنه لم يلتئم وراح يزداد كل يوم حتى وصل اتساع محيطه لـ 25 سنتيمترا: «لفينا على دكاترة كتير علشان نعرف ليه الجرح مبيلمش، عملت أشعات بـ 8 آلاف جنيه»، وأكد الأب أن الأطباء أكدوا له بناءً على الأشعات أن السبب يرجع لقطع في الشريان الرئيسي للساق بدءًا من الفخذ، مما يمنع وصول الدم إلى الأسفل.
«معرفناش نعمل ايه وكل مستشفى نروحه يقولوا لنا علاج ابنكم مش عندنا، هو محتاج عملية»، بحسب الأب، مشيرا إلى أن بعض الأشخاص أخبروه عن أطباء متخصصين في إجراء مثل هذه العمليات، وأنه على الفور ذهب إليهم باحثا عن أمل: «قالوا لي العملية هتتكلف 140 ألف جنيه.. المبلغ كبير قوي عليا.. ياريت كانت 40 ولا 50 ألف بس، كنت قدرت أستلفها من الناس».
«الأب»: لما بشوفه بقعد أبكي
خلال السنوات والشهور الماضية، ظل الابن «محمود»، مُلازمًا لفراشه عاجزًا عن الحركة، ولا يعلم ماذا سيكون مصيره، هل ستُبتر ساقه ويعيش عاجزا، أم سيُعالج وتُفتَح له أبواب الحياة من جديد: «من حوالي 15 يوم بدأ الجرح يتعفن وبتطلع منه ريحة صعبة خالص.. لما بشوفه بقعد أبكي ومبقدرش أغير له عليه»، وفقًا للأب، الذي تملكه الحزن: «أمه ماتت من 40 يوم من كتر حزنها عليه.. ده ابننا الكبير وشايفينه بيعجز قدامنا ومش عارفين نتصرف»، مُستكملًا أن الأطباء أخبروه بضرورة إجراء العملية في أسرع وقت قبل اضطرارهم لبتر الساق.