كاي محرر الشؤون الفلسطينية في يديعوت أحرنوت أليئور ليفي:
قبل عدة سنوات أدخلت (إسرائيل) للاعتقال الإداري شاباَ فلسطينياً يمتلك مخبزاً من بلدة عرابة بالقرب من جنين، ذلك الخبار كان معروفاً فقط في قريته، وبفضل أرغفة خبزه وعضويته في الجهاد الإسلامي.
في حينه تبين أن لذلك الشخص قدرات نادرة غير التعامل مع العجين، وهي قدرة تحمل وإرادة كبيرة، إذ أضرب عن الطعام احتجاجًا على اعتقاله في المعتقلات الإسرائيلية، إضراب الذي استمر لأكثر من شهرين.
وتابعت يديعوت أحرنوت الحديث عن إضراب خضر عدنان، قائلةً: “كان الخباز الفلسطيني حينها من رواد خطة الإضراب عن الطعام، واعتبر في تلك الأيام ذروة الإضراب عن الطعام، وأثار اهتمام دولي كبير، الضغوطات أتت ثمارها، و(إسرائيل) وقعت معه اتفاق بأن اعتقاله الإداري لن يجدد، مقابل أن ينهي إضرابه عن الطعام.
“وبعد أسابيع من توقيع الاتفاق أطلق سراحه كبطل، واسم هذا الخباز الفلسطيني خضر عدنان، ومنذ ذلك الحين تحول لشخصية مشهورة، واليوم من الصعب أن تجد فلسطيني لا يعرف من هو خضر عدنان”، وفق ما ذكرت الصحيفة.
وأشارت إلى أنَّ إضراب خضر عدنان عن الطعام تحول لطلقة البداية لإضرابات الأسرى الإداريين عن الطعام ضد اعتقالهم الإداري، والذين فهموا كيف تعمل الخطة، سامر عيساوي، وثائر حلاحلة، ومقداد القواسمي، وماهر الأخرس، وكايد الفسفوس هم مجرد أمثلة في هذه القائمة، كلهم أفرج عنهم بعد فك إضرابهم عن الطعام مقابل عدم تجديد اعتقالهم الإداري.
ولفتت يديعوت احرونوت إلى أنَّ عن إضراب الأسير هشام أبو هواش كتب محرر الشؤون الفلسطينية في يديعوت أحرنوت عن إضراب أبو هواش الذي انتهى منذ أيام، لقد فعلتها الجهاد الإسلامي، واستطاع النخالة ان يجيش الحالة الفلسطينية لصالح ملف أبو هواش.
وتضيف الصحيفة الإسرائيلية نصاً :”النخالة حصل على دعم شعبي واسع النطاق في غزة والضفة الغربية في المسيرات الجماهيرية التي نظمها وقادتها الجهاد الإسلامي لدعم أبو هواش، وبذلك ارتفعت اسهم حركة الجهاد الاسلامي على خلفية هذا الموقف”.
وتابعت: “الجهاد الإسلامي وحماس أدخلوا (إسرائيل) في زاوية إشكالية جداً فيما يتعلق بإضراب أبو هواش، قبيل إنهاء أبو هواش لإضرابه عن الطعام كان واضح للجميع أن هناك سيناريو من اثنين، إما أن يموت أبو هواش في المستشفى في (إسرائيل) مما سيؤدي لجولة مواجهة في قطاع غزة، أو التوصل لاتفاق معه، وإبعاد شبح التصعيد مع القطاع.
وأشارت الصحيفة إلى انَّ “إسرائيل” لجأت للخيار الثاني، وبذلك ربما تكون قد تجنبت على المدى القصير التصعيد العسكري مع غزة، لكنها على المدى الطويل أظهرت أنَّ لفصائل المقاومة القدرة على المواجهة.
وختم محرر الشؤون الفلسطينية في الصحفية العبرية تحليله لموضوع إضراب الأسرى الإداريين في السجون الإسرائيلية عن الطعام بالقول:
” إن كانوا في إسرائيل يدركون أنهم في نهاية الأمر يفضلون الاتفاق على التصعيد، إذاً لماذا الانتظار حتى نقطة الغليان، وعدم إنهاء القضية قبل أن تبدأ تحقيق نتائج، وكون حالة الإضراب القادمة عن الطعام مسألة وقت فقط، ربما حان الوقت لدراسة قضية الاعتقالات الإدارية”.