رجل بسيط بطبعه، يفترش بضاعته من الفاكهة بأحد الشوارع بمحافظة الشرقية، يمكث بفرشته ليلًا ونهارًا، بدون كلل أو ملل، كل ما يقصده هو الكسب من الحلال وعرق الجبين، لا يقبل المساعدات المادية من أي شخص على الإطلاق، فعلى الرغم من ظروفه المادية القاسية، إلا أنه أمين لأقصى حد، فعثر على مبلغ مالي وحافظ عليه وسعى جاهدًا لعودته لصحبته، ورفض تمامًا بأن يأخذ منها مكافأة على أمانته.
أحمد إبراهيم الدسوقي، بائع فواكه من محافظة الشرقية، يبلغ من العمر 34 عاما، قال خلال حديثه مع «»، إنه حضرت عنده زبونة لشراء الفاكهة وعِندما كانت تحاسبه على ما اشترته، سقط منها مبلغ مالي ما، ليعثر عليه بعد مغادرتها المكان، «أنا لقيت الفلوس وشيلتها على جنب قولت حرام أكيد هتيجي تسأل عليهم، وفعلًا رجعت تاني بعد شوية وهي ملهوفة على الفلوس وبتسأل حد لقى فلوس هنا؟»، فحرص بائع الفاكهة على تهدئتها، وإبلاغها بأن أموالها في الحفظ والصون.
رفضه للحصول على مكافأة
فأسرع الشاب الثلاثيني بمنح المبلغ المفقود لصاحبته، قائلًا: «اتفضلي يا مدام فلوسك أهي، بقت فرحانة جدًا، ولقيتها بتقولي الله يكرمك ويباركلك، ده أنا كنت مستلفاهم ورايحة أسددهم لأصحابهم»، وبادرت صاحبة الأموال بأن تعطيه أي مبالغ مالية كمكافأة؛ نظرًا لأمانته، ولكنه رفض وبشدة، قائلًا: «اتوكلي على الله يا مدام روحي سددي ديونك، دي فلوس ناس»، موضحًا أنه كان يشعر به لأن هو الآخر عليه ديون، لذا فهو ينام في الشارع أمام بضاعته من أجل توفير كل جنيه له ولأسرته وسداد ديونه.
طبيعة عمل «أحمد الفكهاني»
وأوضح أحمد خلال حديثه، أنه يظل ماكثًا بالشارع لبيع الفاكهة، مؤكدا أنه كان يمتهن مهنة أخرى غير بيع الفاكهة من قبل: «كنت بشتغل مبيض محارة بس مقدرتش أكمل فيها عشان صحتي مبقتش مستحملة، بس مينفعش أقعد في بيتنا، فقررت إني أبيع فاكهة ومش بروح البيت والله عشان أوفر الجنيه لعيالي».
أمنية بائع الفاكهة
كل آماله في الحياة بأن يكون معه رأس مال كافٍ من أجل التوسع في مجال بيع الفاكهة: «سمعت عن حاجة اسمها حياة كريمة، يا ريت يساعدوني، مش عاوز مساعدات مالية، أنا مش عايز غير تصريح بمكان أفرش فيه البضاعة بتاعتي، عشان أسدد اللي عليا»، موضحًا أن لديه ولد اسمه عبدالرحمن عمره 4 سنوات: «نفسي ابني أشوفه أحسن مني، عشان كده هعلمه تعليم كويس ويطلع دكتور ولا مهندس وأفرح بيه يا رب».
ومن جانبه قالت «آية» صاحبة المبلغ المالي المفقود لـ«»، إنها كانت ذاهبة لسداد مبلغ قدره 5000 جنيه لشخصِ ما، ووقفت خلال مشوارها لشراء فاكهة من عم أحمد الفكهاني، وعند وصولها لمقصدها اكتشفت عدم وجود الأموال بشنطتها، فأسرعت للذهاب عند الفكهاني، لتسأله هل عثر أحد على مبلغ مالي بتلك المنطقة؟ فأسرع بائع الفاكهة بطمأنتها وأن أموالها في الحفظ والصون: «حاولت أديله أي مكافأة مقابل شهامته ولكنه رفض نهائي».