بينما كانت الأمطار تهطل على مدينة تلا في محافظة المنوفية ظهرًا، إذ بعربة كارو تستهل أحد الشوارع وعليها سيدة تضرب الطبول فيما تغني بصوتٍ مرتفع “ببيع الطبول يا ولاد”. يقولون إن “بدر” تُجيد صناعة البهجة حتى وإن كان حالها لا يعبر عما تبديه أساريرها سعادة.
“بدر” رفقة زوجها يجلبان بضاعتهما من الطبول من مركز سمنود في محافظة الغربية إلى زبائنهما على طريق طويل كانت إحدى محطاته مدينة تلا بمحافظة المنوفية.
تقول “بدر” إنها وزوجها يستيقظان مع بزوغ النهار، وفي السادسة صباحًا يبدآن تحركهما من إحدى قرى مركز سمنود بالغربية، عقب تجهيز عُدتهما على عربة يجرها حصان هزيلة كحالهما، ينطلقان إلى مدينة جديدة كل يوم.
وصل الزوجان إلى تلا ظهرًا بعدما قطعا مسافة 6 ساعات كاملة من المسير بعربتهما الكارو، إذ عطلت حصانهما الأمطار وبرودة الطقس.
تنجح “بدر” أحيانًا في بيع كل “الطبول” وفي أحيان كثيرة تتعثر. لكنها لا تعرف سوى بيع الطبول مهنة فهمت مفاتيحها من سنوات، وربطتها بعلاقات عمل مع “صنايعية الفخار”، الذين يصممون لها شكل الطبلة كما تريد هي وبالألوان المطلوبة.
“خلاص الدي جي سيطر والدنيا اتطورت، كان الأول لازم تلاقي الطبلة البلاستيك أو الفخار الكبيرة موجودة في حنة العرايس والعشا والصباحية كمان، لكن احنا بنواجه كساد من سنين، وحتى الشغل على الطبلة الفخار الكبيرة ضعيف جدًا لأنها بتتكسر وبتكلف جلد عشان يعيش فترة في الطبلة”؛ تقول “بدر”.
صناعة الطبلة الواحدة تُكلف “بدر” جُنيهين ونصف الجنيه، بينما تضفي هي على منتجها من الغناء ونشر البهجة ما يمكنها أحيانًا من بيع الطبلة بسعر عشرة جنيهات.
“بدر” وزوجها إلى جانب بيع الطبول يعملان في الروبابيكيا. “نشتري أي حاجة قديمة زي البلاستيكات والكتب القديمة والحديد والألمنيوم والنحاس، وأي حاجة تجبلنا فلوس”؛ يقول الزوج.
غادرت “بدر” وزوجها شارعًا باعا فيه البهجة بينما بقيت الطبول تنتظر مُشتريًا وطريق العودة لـ “سمنود” طويل.