| مشروع «من البيت» للمطلقات والأرامل: «الشاطرة تغزل سجاد»

للوهلة الأولى ظنن أن الحياة انتهت، والمعاناة مصيرهن بوفاة الزوج أو الطلاق، وفجأة لمحن بصيص نور وأمل في حياة أفضل، بتعلم حرفة يدوية، وفتح مشروعات من البيت لإعالة أسرهن.

مشروع «من البيت» للمطلقات والأرامل

صناعة السجاد اليدوي، حرفة قررت جمعية «الفهد الخيرية» بقرية سنباط مركز زفتى، التابع لمحافظة الغربية، تعليمها للمطلقات والأرامل، كنهج جديد للكيانات الخيرية، فبدلاً من دعمهن بـ«كرتونة زيت وسكر»، وهبتهن الفرصة لأن يكن منتجات، ويحكى صبحى عبيدة أبوحسن، منسق عام الجمعية، عن بداية التجربة: «لدينا خبرة فى هذا المجال تمتد لأكثر من 10 سنوات، قبل افتتاح الجمعية بسنوات عديدة، ولكى نساعد السيدات كان لا بد أولاً أن نسلك الطرق الرسمية لإشهار جمعية خيرية، وخرجت للنور منذ عام تقريباً».

تكلفة النول

5 آلاف جنيه، تكلفة النول، ووفرت الجمعية 10 أنوال والصوف وباقي المستلزمات، بحسب «صبحي»، كما استعانت بمدربة لتعليم مجموعة من السيدات صناعة السجاد اليدوي، على أن تقوم بتسويق المنتج النهائي وإعطاء السيدات نصيبهن من الربح: «لو أنجزت السجادة في شهر تتقاضى عنها 1400 جنيه، ولو احتاجت لوقت أطول تتقاضى عن الشهر من 900 إلى 1100 جنيه، وهو مبلغ مجزٍ للسيدة المعيلة».

المشروع أطلق في «سنباط»، وجميع المنتفعات منه حتى الآن مطلقات وأرامل، وأوضح «صبحي» أن الجمعية تفتح بابها لأي سيدة تعاني من ظروف خاصة، وتبحث عن مصدر للرزق، حتى وإن كانت متزوجة: «إذا كانت السيدة لا تقوى على الخروج من البيت، نمدها بنول وكامل التجهيزات، للعمل بكامل طاقتها فى البيت»، على أن تقوم الجمعية بتسويق المنتجات، ولا تتعدى نسبة استفادة الجمعية بالمشروع الـ5%، فهي لا تسعى للربح، إنما لمساعدة الأسر وخدمة المجتمع.

9 سيدات تقريباً انتفعن من المشروع حتى الآن، وبسبب النجاح الذى لمسته الجمعية من إطلاقه تفكر فى تطويره، وفقاً لـ«صبحى»: «نخطط لإضافة مشغل تطريز وخياطة، وإطلاق مشروع لإنتاج المشروم من البيت، فضلاً عن تنظيم دورات تنمية بشرية للشباب بأسعار رمزية، حتى يثبتوا أنفسهم ويطلقوا مشاريعهم المستقبلية».

سعاد محمد أبوزيد، مدربة سجاد يدوي بالجمعية، مارست الحرفة منذ أكثر من 10 سنوات، وتسعى حالياً لنقل خبراتها للمطلقات والأرامل، حيث أوضحت أن مدة التدريب تتراوح بين شهر و3 أشهر، حسب استعداد السيدة: «حرفة يسهل تعلمها، وتسمح لها برعاية أبنائها ومساعدة أسرتها».

وتحكي «سعاد» أن بعض السيدات يعلمن أطفالهن العمل على النول: «هناك سيدة فى الجمعية علمت أطفالها الثلاثة الحرفة، وأعمارهن تتراوح بين 5 و10 سنوات، ويساعدنها الآن فى الإنتاج»، مشيرة إلى أن الطفل يتعلم أسرع من السيدة، واستيعابه ربما يفوقها بكثير.

وأرجعت «سعاد» عدم إقبال الشباب الذكور على تعلم صناعة السجاد اليدوى، لأنها حرفة تحتاج إلى صبر ودقة وذوق، كما ترى أن السيدات الأكبر من 50 عاماً يصعب عليهن ممارستها، لأنها تحتاج إلى مشقة تفوق قدراتهن.السجادة تحتاج مدة تتراوح بين شهر و4 أشهر، حسب حجمها، لتظهر في شكلها النهائي.

وأوضحت «سعاد» أن الخيوط المستخدمة تبدأ من القطن المحرر وحتى الحرير، وعلى أساسه تتحدد التكلفة: «كيلو القطن المحرر بـ100 جنيه، والسجادة 160 في 240 تحتاج من 25 إلى 27 كيلو خيوط، والمكسب يكون جيداً».