يعشق عالم البناء والتشييد منذ نعومة أظافره، ويفكر خارج الصندوق في كل ما يختص بالعمارة الهندسية، مثابرًا طوال مسيرته التعليمية من أجل تحقيق أحلامه والالتحاق بكلية الهندسة، لينطلق في عالم الإبداع الهندسي، مؤمنًا بقدراته وفي حلمه حتى تمكن من تنفيذها، عندما سنحت له الفرصة باستكمال دراساته العليا بأحد أكبر الجامعات في إنجلترا.
محمد مجدي عبدالنبي، شاب في الثلاثينات من عمره، من مواليد محافظة الإسكندرية، قال خلال حديثه مع «»، إنه حصل على المركز الأول منذ تخرجه في كلية الهندسة جامعة الإسكندرية، مجال التصميم الخارجي، وعين معيدا بالجامعة لمدة عامين ونصف، وخلال تلك الفترة كان بين العمل الهندسي الحر وتحضير الدراسات العليا والماجستير.
التفكير خارج الصندوق
عائلة «محمد» معظمها يمتهن الهندسة وأعمال التشييد؛ لذا كان هدفه التفكير خارج الصندوق «كنت حابب إني أتتطور بشكل فردي»، مضيفًا أنه عندما جاءت له فرصة السفر لإنجلترا لم يتردد ولو لحظة، وذلك من أجل اثبات الذات، «الجامعة في إنجلترا اختارتني أنا واتنين تاني مصريين بس، قولت دي فرصة مش هتتعوض ولازم اكمل دراستي واسافر».
بداية طرح فكرة تغيير خواص الطوب
تصميم مدينة صغيرة على القمر، أول مشروع لـ«محمد»، ثم العمل على بحث آخر الذي يعد سببًا في حصده للجوائز، «كنت بعمل بحث في دراسة العمارة لمدة أكتر من 10 سنين»؛ بهدف تصنيع الخرسانة والطوب من نفايات الورق، «لما جيت إنجلترا وعرضت عليهم الفكرة عجبتهم جدًا، والميزة الأكبر هي كانت عمل الطوب من الورق»، فمن خلال تلك الفكرة استطاع المهندس المصري تغيير خواص الطوب، وتصنيعه لأول مرة من نفايات الورق.
أهمية إعادة التدوير
وأوضح «عبدالنبي» خلال حديثه عن أهمية الموضوع لمدى استفادة المجتمع في التخلص من تلك النفايات في عالم البناء، من خلال تقليل تكلفة المباني عن طريق استخدام النفايات، بدلًا من إلقائها وإهدارها دون جدوى «أنا فكرت بدل ما الورق يترمي، ليه منعملش إعادة تدوير؟».
تكاليف صناعة الطوب من الورق
مشروع «محمد» لايكلف مبالغ مالية كثيرة، «التكلفة الوحيدة هي جمع النفايات من الشوارع فقط»، وعن عمل الدراسات والأبحاث في لندن، اكتشفوا بأنهم عند جمع 20 مليون طن نفايات، يستخرج منهم 12 مليون طن ورق، «عملنا المشروع ونال إعجاب وترحاب كبير من الجامعة والدكاترة اللي حكمت المشروع في لندن».
تنفيذ فكرة صناعة الطوب والخرسانة من الورق في مصر
واستكمل المهندس مجدي حديثه، بأنه خلال زيارته في مصر، أبلغته الجامعة في إنجلترا بأن مشروعه حصد جائزة المركز الأول بالجامعة، «اتفاجئت لما رجعت من السفر لقيتهم بيقولوا لي إن المشروع كسب وخد مركز أول، ودي حاجة كبيرة جدًا في انجلترا هنا، لأنها تعتبر الجامعة الأولى على مستوى العالم في مجال العمارة»، معربًا عن آماله من أجل تنفيذ فكرة صناعة الطوب والخرسانة من الورق في مصر، لخفض أسعار وتكاليف البناء، خاصة أنها تحرص على عدم تلوث البيئة على عكس أنواع الطوب الأخرى.