حبٌ كبيرٌ للقراءة، سيطر على قلب الفتاة العشرينية «إسراء»، ابنة محافظة المنوفية، لإيمانها الشديد بأهميتها في حياة كل شخص، راحت تحاول نشرها بين زميلاتها في الكلية، من خلال إطلاق مُبادرة لتبادل الكتب بينهن، ولتسهيل الأمر على غير القادرات، كما نظَّمت مُبادرة أخرى هدفت إلى تعليم القراءة والكتابة، وتحفيظ القرآن الكريم مجانًا لأبناء قريتها.
فكرة «إسراء» لنشر عادة القراءة بين زميلاتها في الكلية
إسراء أحمد قبالي، الشهيرة بـ«إسراء قبالي»، 22 سنة، طالبة بالفرقة الثانية كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر بمدينة السادات، من أبناء قرية دراجيل مركز الشهداء بمحافظة المنوفية، التي راحت تحكي لـ«»، أنها منذ صغرها، وهي تهوى القراءة، وكثيرًا ما تلامست مع تأثيرها الإيجابي على حياتها، وهو ما دفعها للتفكير في نشر هذه العادة بين زميلاتها في الكلية بطريقة جديدة.
جروب واتساب يسهل تداول الكتب
«أنشأت جروب على واتساب، وضفت عليه كل بنات الدفعة بتاعتي».. هكذا قالت «إسراء»، مشيرة إلى فكرتها اعتمدت على أن كل منهن تُرشح للباقيات الكتب التي لديها وانتهت من قرائتها، بحيث يشجعن بعضهن على القراءة، وفي الوقت ذاته، يُتيحن الفرصة لزميلاتهن غير القادرات على تحمل تكفلة شراء الكتب دون التسبب في إحساسهن بالحرج: «كنا بناخد الكتب معانا الكلية ونقترحها على بعض واحنا متجمعين كلنا، لأن في بنات كانت حالتها المادية ضعيفة خالص، لدرجة إن مش معاهم موبايلات كبيرة، فبالتالي مش هيشوفوا اللي بيتم على جروب الواتساب».
لاقت الفكرة في البداية اعتراضًا من بعض الطالبات، لخوفهن على كتبهن من الضياع أو الأذى، إلا أنه فيما بعد، تلاشى منهن هذا الخوف، ورحن يتبادلن الكتب في حب واطمئنان، على أن يُعاد الكتاب إلى صاحبته، بعد الانتهاء من قرائته دون إحداث أي تغيير به أو تدوين أية ملاحظات: «أي كتاب يتقطع أو يضيع كنت أنا المسؤولة أني أشتري واحد جديد بداله بس الحمدلله مفيش حاجة زي كدا حصلت»، وفقًا لـ«إسراء»، التي أوضحت أنها إلى جانب حبها للقراءة، فهي تهوى الكتابة أيضًا، وسبق لها أن شاركت في إصدار كتاب بعنوان «اختلاف عقول»، بالاشتراك مع 5 كُتاب آخرين، وأنها بصدد إصدار كتابها الأول بشكل مُنفرد.
لم تكتف ابنة محافظة المنوفية بهذه المُبادرة، وإنما راحت تُطلق واحدة أخرى بين أبناء قريتها، مُحاولة تعليمهم القراءة والكتابة وتحفيظهم القرآن الكريم مجانًا، وأعلنت ذلك في البداية، من خلال صفحة قريتها على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، لاقت ترحيب الكثير من أهل القرية: «من أكتر الناس اللي دعمتني ووقفت جنبي: الدكتور محمود علي الهجين، والأستاذ رمضان قبالي، هما اللي وفروا لي المكان اللي هستخدمه في تعليم الأطفال»، وأنها لم يُعِقها عن توسُّع فكرتها سوى إحساس الكثير من أهالي القرية بالحرج من إرسال أبنائهم لتعلم القراءة والكتابة مجانًا.
«في البداية جالي 4 أطفال واشتغلت معاهم، بس لما الامتحانات دخلت وقفنا»، بحسب «إسراء»، التي أضافت أنها ستبدأ معهم مرة أخرى في بداية الإجازة، وأنها تنوي توسيع فكرة المُبادرة على أن تشمل تقديم شرح كامل لكل المواد لطلاب المرحلة الإبتدائية على أيدي أساتذة مُتخصصين: «عرضت الفكرة على المدرسين ولحد دلوقتي أكتر من واحد وافق وهيبدا معايا، وأنا واثقة أن خلال فترة قليلة هيكون معانا مدرسين لكل المواد وهنقدر نقدم كل حاجة مجانًا».