قصة إنسانية ترويها سيدة تدعى «أم سيد» قررت النزول للشارع لكسب قوت يومها وبيع الكسكسي منذ 70 عاما، قائلة إنها في البداية كانت تبيع بعض الخضراوات والفاكهة والطعمية والزلابية، وفي النهاية قررت صنع «المخروطة» وبيعها، وظلت تعمل فيها منذ 45 سنة.
بصلي الفجر وأطلع أشتغل لحد العشا.. بس مبقيتش قادرة
«بصلي الفجر وأطلع أشتغل»، بهذه الكلمات كشفت «أم سيد»، التي تعيش في روض الفرج، عن قضاء يومها، قائلة: «بصلي الفجر وأعجن وأروح طالعة، وأقعد لحد العشا، مبقيتش قادرة ومعايا عيال ومش معايا عيال، لأنهم مش سائلين فيا ولا زوجاتهم، ومحدش منهم عاوز يشوفهم».
وتابعت: «المخروطة زي الكنافة وهي أكلة الصعايدة»، بهذه الكلمات كشفت عن تفاصيل أكلة المخروطة، قائلة إن أصلها من الصعيد، كما أنها تبيع أيضا الكسكسي.
وواصل: «من يوم ما ربنا خلقني وأنا عايشة في روض الفرج، كنت بروح بورسعيد أجيب شوية لبس وأبيعهم بس السوق أكلني، روحت أبيع خضار يبات ويترمي، وكذلك الأمر مع الفاكهة، في الآخر عملت محشي بس تعبني، وربنا خصصلي واحد من أهل الخير فعملت الكسكسي».
جوزي متوفي من 17 سنة وعيالي مش بيسألوا عليا
وتحدثت عن العديد من تفاصيل حياتها: «جوزي متوفي بقاله 17 سنة، كان أرزاقي مكانش وراه حاجة، ومن يومها وأنا قاعدة لوحدي هنا، وعايشة في أوضة، وجوزت عيالي وبعد ما ربتهم وشقيت عليهم منفعونيش».
ولفتت إلى أنها لديها 5 أبناء، فتاة و4 رجال، «بنتي بس اللي بتسأل عليا في التليفون لكن الأربع صبيان محدش بيسأل عليا، ولو عدوا في الشارع اللي أنا فيه يبصوا ويمشوا كأني مش أمهم، محدش بيقولي إنتي محتاجة إيه، ابني بييجي ويبهدلني».
بجيب دواء للكبد بـ 1200 جنيه
وكشفت عن أنها مصابة ببعض الأمراض المزمنة، «عندي السكر والقلب والضغط عالي، محدش بيساعدني، وبجيب دواء للكبد بـ1200 جنيه، جبته مرتين بس»، وتابعت وهي تبكي: «والله ما محدش بيسأل عليا، ومليش غير ربنا».