على أرصفة أحد شوارع السيدة زينب تجلس سيدة ثلاثينية محتضنة أطفالها الذين يرافقونها في كل خطاها، بعد طردها من الشقة الإيجار التي كانوا يعيشون بها مع زوجها الذي تعرض لحادث نتج عنه إعاقة دائمة في قدميه، حيث تجلس وأمامها صندوق فوقه بعض على المناديل التي تستعين ببيعها لمواجهة صعوبة الحياة وتوفير قوت يومها لإنفاق على بناتها.
عزيزة فكري، صاحبة الـ35 عاما من مواليد إمبابة بمحافظة الجيزة تروي في حديثها لـ«» عن صعوبات الحياة التي تواجهها هي وبناتها وزوجها بعد أن تم طردهم من الشقة التي كانوا يسكنون فيها: «كنت ساكنة في شقة في إمبابة وكان الإيجار بيزيد كل سنة لغاية لما وصل لـ700 جنيه واتأخرت في الإيجار عشان مش معايا فلوس وطردونا»، مؤكدة أنها لديها 3 بنات تتراوح أعمارهن بين 1-5 سنوات.
معاناة «عزيزة» منذ طفولتها
بدأت معاناة السيدة منذ ولادتها إذ وجدت نفسها تعيش برفقة والديها وأخواتها في غرفة صغيرة لا تقيم حر النهار ولا برد الشتاء «أهلي ناس غلابة وكانت حالتنا المادية صعبة عشان كنا إحنا سبع بنات»، وفي عام 2015 تزوجت من زوجها الذي يعاني من إعاقة في قدميه إثر تعرضه لحادث: «زوجي رجله مقطوعة عشان عمل حادث بالعربية هو صغير ولما اتجوزته كانت رجله مقطوعة».
على الرغم من الظروف القاسية التي تعيشها «عزيزة» رفقة بناتها على الرصيف إلا أنها لم تحلم سوى باليوم الذي تراهم فيه وهن ذاهبات إلى المدرسة «نفسي بناتي يتعلموا زي البنات» كما أنها تعاني بشدة من نومها على أحد أرصفة الشوارع رفقة بناتها ملتقية لقسوة الشتاء بجانب خوفها من تعرضهن للخطف: «في واحد من يومين جالي وقالي كفايا عليكي البنت الكبير وتاخدي كام وتبيعي البنتين الصغيرين».
ذهبت السيدة الثلاثينية للعديد من الجمعيات الخيرية من أجل مساعدتها في توفير غرفة لها خاصة بعد توقف معاش زوجها الذي كان يأخذه من الشؤون الاجتماعية: «زوجي كان بيأخد 320 جنيه معاش ولكن اتقطع منه ليه سنتين»، مختتمة حديثها :«نفسي في شقة حتى لو أوضة صغيرة عشان أستر بناتي فيها ومش عاوزة حاجة تاني».