ومن أهم ما تنبغي ملاحظته في ما يتعلق بالتحول إلى «التعايش» مع الوباء، وتصنيفه باعتباره مرضاً محلياً، لا عالمياً؛ أن ذلك يقتصر حالياً على الدول الغنية المتقدمة، التي توافرت لها ثروات جعلتها قادرة على استحواذ ملايين الجرعات من لقاحات كوفيد19. كما أنها تملك منظومات صحية تعتبر الأكثر تقدماً على مستوى العالم.
بريطانيا… حالة خاصة ؟
أعلن الرئيس البرتغالي بيبلو مارسيلو ريبيلو دي سوسا؛ في الكلمة التي وجهها إلى الشعب البرتغالي لمناسبة رأس السنة، أن بلاده انتقلت إلى مرحلة اعتبار كوفيد19 مرضاً محلياً متوطناً. بيد أنه لم تكد تمضي أيام حتى اندلعت موجة من التفشي الفايروسي الخارج عن نطاق التحكم. فقد أعلنت البرتغال الأسبوع الماضي تسجيل نحو 44 ألف إصابة جديدة الثلاثاء الماضي. ما أثار جدلاً واسعاً في شأن قرار السلطات البرتغالية. غير أن الوضع في بريطانيا يختلف نوعاً ما. فقد أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون إلغاء إلزامية ارتداء الكمامة، وبقية القيود الصحية بحلول 26 يناير الجاري. ومع أنه خفّض فترة العزل الصحي للمصابين إلى خمسة أيام فقط؛ إلا أنه قال إنه يدرس إلغاءها نهائياً إذا توافرت له بيانات صحية تبرر هذا الاتجاه. وتقول حكومته إن 95% من الشعب البريطاني اكتسبوا قدراً من المناعة ضد كوفيد19، بفعل الحصول على اللقاحات، أو التعافي من إصابة سابقة. وقال جونسون إنه مع تحول كوفيد19 الى مرض متوطن محلياً سيتم الاعتماد على النصح والإرشاد، ولفت الأفراد إلى أنهم في حال إصابتهم فإن عليهم مراعاة عدم تمرير العدوى للآخرين.