347.000.000 | صحيفة

خطان متوازيان.. لا يلتقيان مطلقاً. ولكن من يرى ذلك؟ هذه هي حكاية كوفيد19، في نسخته الحالية المسماة «أوميكرون»: ليس هناك مكان على ظهر البسيطة لا يشهد بؤساً صحياً، ومزيداً من المرض، والضغوط الاقتصادية. وفي الوقت نفسه، بدأت أوروبا تفرض ما يسمى «التعايش» مع الفايروس. ليس فرضاً من الناحية النظرية؛ بل تطبيق عملي على أرض الواقع. كما هي حال بريطانيا. وكما هي حال أيرلندا، التي رفعت جميع القيود الصحية اعتباراً من السادسة صباح أمس (السبت). وفي الطريق بلدان أخرى. والتساؤل الحيوي هنا: هل انخفاض أو ارتفاع عدد الحالات الجديدة والوفيات لا يصلح معياراً لوصف مدى تفاقم الأزمة؟ أم أن المواجهة مع الوباء تتطلب تحدياً أعمى، وإعلاناً للنصر سابقاً لأوانه؟

استيقظ العالم فجر السبت على مزيد من الأرقام السيئة. ففيما بلغ عدد إصابات دوله ومناطقه الخميس 2.88 مليون إصابة جديدة، رافقتها 7496 وفاة إضافية؛ ارتفعت المحصلة الجمعة إلى 3.13 مليون إصابة جديدة، و7726 وفاة إضافية. وهكذا قفز العدد التراكمي لإصابات العالم بعد ظهر السبت إلى 347.14 مليون حالة، نجمت عنها 5.60 مليون وفاة. وبالفعل فإنه لم تسلم دولة من هذا الشقاء المَرَضي. فقد سجلت الولايات المتحدة 735652 إصابة و2029 وفاة إضافية الخميس. وأعقبتها الجمعة بـ 720354 إصابة جديدة، و2155 وفاة إضافية. وبذلك ارتفع العدد التراكمي لإصابات الولايات المتحدة أمس إلى 71.39 مليون حالة؛ في حين تقترب وفياتها من 900 ألف (887647 وفاة). وتقترب الهند الثانية عالمياً من حيث عدد الإصابات، الثالثة عالمياً من حيث عدد الوفيات من بلوغ 39 مليون إصابة؛ فيما يدنو عدد وفياتها منذ اندلاع النازلة الوبائية من 500 ألف (488911 وفاة). وتوشك البرازيل الثالثة عالمياً لجهة عدد الإصابات، الثانية عالمياً من حيث عدد الوفيات على القفز إلى 24 مليون إصابة. فقد ارتفع العدد التراكمي لحالاتها أمس إلى 23.76 مليون إصابة، بعدما سجلت الجمعة 166539 حالة جديدة، رافقتها 358 وفاة إضافية.

المفاجأة الكبرى كانت في أوروبا. فقد رزئت فرنسا أمس بـ 400851 إصابة جديدة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية؛ ليقفز العدد التراكمي لإصاباتها منذ بدء النازلة إلى 16 مليوناً. وأزاحت فرنسا بريطانيا من المرتبة الرابعة عالمياً من حيث عدد الإصابات، لتتقدم بريطانيا إلى المرتبة الخامسة عالمياً بـ 15.71 مليون إصابة، بعدما انخفض عدد حالاتها الجديدة الجمعة إلى 95787 حالة، بعدما كانت هناك 107364 إصابة جديدة الخميس.

وفي تطورات الأزمة المتفاقمة؛ تقترب روسيا من بلوغ 11 مليون إصابة (10.99 مليون السبت)، وسط ارتفاع مفزع في عدد الحالات الجديدة. وأعلنت روسيا أنها سجلت الخميس 49513 إصابة جديدة. وتحذو تركيا حذو روسيا؛ إذ أضحت قاب قوسين أو أدنى من ارتفاع العدد التراكمي لحالاتها إلى 11 مليوناً (10.99 مليون إصابة السبت). ويتوقع أن تدخل إسبانيا وهي التي ابتدرت حكاية «التعايش» مع الفايروس، واعتباره مرضاً متوطناً وليس وباء عالمياً دائرة الضوء الوبائي بارتفاع العدد التراكمي لإصاباتها الى 9 ملايين إصابة (8.97 مليون حالة حتى أمس السبت).

وانضمت اليابان أمس إلى مجموعة الدول التي رزئت بأكثر من مليوني إصابة منذ بدء نازلة كورونا. وستلحق بها في غضون يوم أو اثنين كل من رومانيا (1.96 مليون حالة)، وتشيلي (1.92 مليون إصابة). وتشهد اليابان عدداً كبيراً من الإصابات الجديدة؛ بلغ الخميس 44638 حالة، و49531 إصابة جديدة الجمعة، منها 11227 إصابة في العاصمة طوكيو. ومن الأرقام المثيرة للقلق ما حاق بالمكسيك الرابعة عالمياً من حيث عدد الوفيات بكوفيد؛ إذ سجلت الجمعة 50373 إصابة جديدة، أردفتاها السبت بـ 49906 حالات جديدة. وسجلت بلجيكا الخميس 67448 إصابة جديدة، و54478 إصابة الجمعة. وفيما سجلت أستراليا الخميس 64520 حالة جديدة، هبط العدد الجمعة إلى 54133 إصابة جديدة.

(«»/‏ ويرلدأوميتر/‏ نيويورك تايمز 22 /‏ 1 /‏2022)

• تشتد الأزمة الصحية في بولندا، التي أعلنت الجمعة تسجيل 36665 إصابة جديدة، وهو عدد قياسي في هذه الدولة الواقعة شرق القارة الأوروبية.

• تزداد المحنة الوبائية في الفلبين. فقد سجلت الخميس 32744 حالة جديدة. وأعلنت أمس أنها سجلت الجمعة 30552 حالة جديدة.

• تتعمق الأزمة الصحية في جمهورية تشيكيا. فقد سجلت تشيكيا الخميس 26907 حالات جديدة الخميس؛ و26597 إصابة جديدة الجمعة.

• من دول شرق أوروبا التي تواجه اختباراً حصياً عسيراً هنغاريا (المجر). فقد سجلت الجمعة 15957 إصابة جديدة. وقال رئيس وزرائها فيكتور أوربان أمس الأول إنه يدرس اتخاذ قرار بتوزيع جرعة تعزيزية رابعة من لقاحات كوفيد19 على المواطنين.

• فيما يشتد القلق من غزو روسي محتمل للرقعة الشرقية من أوكرانيا؛ يتواصل البؤس الصحي في هذه البلاد. فقد سجلت أوكرانيا الخميس 20165 حالة جديدة. وأردفتها الجمعة بـ 22473 إصابة.

«لا مَهْرب لأي مكان.. من أوميكرون»

تشهد الأزمة الصحية الناجمة عن تفشي فايروس كورونا الجديد في السعودية تذبذباً يومياً، أدى إلى تبدّل مرتبة المملكة بين الدول من حيث عدد الإصابات بكوفيد19. فقد تراجعت السعودية صباح الجمعة إلى المرتبة الـ 61 عالمياً. لكنها استطاعت الليلة التالية التقدم إلى المرتبة الـ 63 عالمياً. وهي قفزة طيبة إلى الأمام؛ ما يؤكد أن السلطات الصحية السعودية تخوض حرباً لا هوادة فيها ضد الوباء، من خلال إستراتيجية صحية شهدت دول العالم بسدادها ونجاعتها، خصوصاً من حيث البروتوكولات العلاجية السعودية، التي تؤدي إلى اطّراد تعافي المصابين، مهما كان شأن عدد الإصابات الجديدة التي تعلن يومياً.