تتنوع أفعال الخير التي يقدمها أصحاب القلوب الرحيمة، ممن يشفقون على من حولهم ويختارون أن تكون تجارتهم مع الله، ومن بينها ما فعله الشاب الثلاثيني «أبو راشد»، ابن محافظة بورسعيد، الذي يبحث عن الأطفال الأيتام وأبناء الأسر غير القادرة ليوزع عليهم «الآيس كاب» مجانًا في محاولة منه لحمايتهم من قسوة الشتاء.
محمد منعم الشهير بـ«أبو راشد»، 34 سنة، من حي الشرق بمحافظة بورسعيد، يعمل في استيراد الملابس القطنية، الذي راح يحكي في حديثه لـ«»، أنه اعتاد أن يُخصص ما تيسر له من تجارته لله، ويرى أن تلك الأفعال البسيطة هي أعظم ما يمكنه فعله: «دي تجارة مع الله»، وأنه يرى أبناءه في هؤلاء الأطفال المحتاجين، وهو ما يجعله عاجزًا عن غض البصر عن مساعدتهم.
«أبو راشد» يبحث عن الأطفال المحتاجين
كميات كبيرة من «الآيس كاب» خصصها ابن محافظة بورسعيد من تجارته للأطفال الأيتام وأبناء الأسر غير القادرة، وهو ما جعله يحاول البحث عنهم بعدة طرق محاولًا تقديم مساعدته لهم، فراح أولًا يُعلق لافتة على باب مخزنه، وعندما لاحظ أن الكمية ما زالت لم تفرُغ، بدأ في التردد على دور الأيتام ليوزع على أطفالها بالكامل: «لما لقينا الكمية لسه مخلصتش بقينا ننزل نوزع في الشارع»، بحسب «أبو راشد»، وأنه أخيرًا لجأ إلى صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، في محاولة منه لاستغلال قدرات التكنولوجيا في الوصول لعدد أكبر.
توزيع بطاطين في دار أيتام
لم تقتصر أفعال الخير التي يحاول «أبو راشد» تقديمها للمحتاجين على توزيع «الآيس كاب»، وإنما دائمًا ما يخصص نوعًا من بضاعته لله: «مش التزام شهري بالنسبة لي، بس اللي بيكون متاح قدامي بطلعه»، مُضيفًا أنه عند ذهابه لأحد دور الأيتام لتقديم «الآيس كاب»، طلبوا منه عددًا من البطاطين وهو ما أحضره له: «ساعات في ناس بتطلب مساعدة بس مبيكونش في أيدي أني أعملها فبعتذر».