| «مسرح العائلة» فن جديد يقوي الروابط الأسرية بأسعار رمزية: «مثّل وحب أهلك»

كثيرًا ما نسمع أن الفن ينسج روابط متينة بين أفراد الأسرة، من خلال الاجتماع لمشاهدة الأعمال الفنية سواء كانت سينمائية أو تليفونية ثم مناقشتها، لكن أن تمارس عائلات بأكملها الفن سويا من أجل لم شمل الأسرة، فهذا هو الجديد الذي يقدمه «مسرح العائلة».

مسرح العائلة مستوحي من التراث الفرعوني

تدور فكرة مسرح العائلة، الذي يقام على مسرح هدى شعراوي في جامعة هليوبولس، حول ورش تدريبية فنية تقدم للأسرة المصرية بأسعار رمزية، يستخدم فيها الفن مثل التمثيل والإلقاء والحكي في خلق تواصل بين الأبناء والأهالي وبين أفراد الأسرة، وتنمي قدراتهم حول فهم طبيعة الأسرة ودورها في المجتمع من خلال التعليم التفاعلي، وتنتهي بمشروع فني يشترك فيه أفراد الأسرة كافة.

الدكتور تامر الجزار مدرس التمثيل والإخراج بجامعة هليوبوليس، تحدث لـ«» عن حول فكرة مسرح العائلة، مؤكدًا أنه في الأساس مأخوذ من الثقافة الفرعونية، وأنه مستوحي من التراث المصري، والهدف منه بناء علاقات أسرية ناجحة باستخدام الفن. 

تقوية الروابط الأسرية

«مسرح العائلة جزء من الثقافة الفرعونية التي ظهرت في مسرح خيال الظل، إذ كان يستخدم خيال الظل أثناء رحلات الصيد من خلال النار المشتعلة في حفلات السمر وعرض الإنجازات بطريقة مسرحية للمشاركين في الرحلة، ويعد أشهر أنواع المسرح المصري هو قصة إيزيس وازوريس، وأشهر أنواع قصص الحكي الفلاح الفصيح المصري، ونحن نستخدم هذا التراث بطريقة تناسب العصر الحالي، والهدف هو تقوية الروابط الأسرية».

طبيعة عمل مسرح العائلة 

وعن طبيعة عمل المسرح العائلي، أشار «الجزار» إلى أنه سيكون عبارة عن تدريب على العمل الجماعي، من خلال توظيف القدرات الإبداعية للأسرة بأفرداها في العمل على مشروع جماعي بنهاية الورشة، ويمكن لأكثر من أسرة التعاون معًا على مشروع النهائي للورشة، متابعا:« سيدرس المشاركين بالورشة كل شئ عن الجسم مثل الصوت والتنفس وكيفية استخدام المشاعر وإخراج الاحاسيس بالجمل الكاملة، بالإضافة إلى تمارين التركيز والذاكرة والفعل ورد الفعل التي من شأنها تنمية مهارات الأسرة وقدراتها وخصوصًا الأطفال»

المسرح العائلي يسهم في التنمية المستدامة

 نوران عارف مدير التسويق والعلاقات العامة جامعة هليوبوليس للتنمية المستدامة، قالت إن الجامعة ترغب في المساهمة في تحقيق التنمية المستدامة، باعتبارها هدفا للحكومة المصرية بحلول عام 2030، موضحة أن الفن وسيلة يمكن استخدامها في تحقيق التنمية المستدامة، إن جرى  توظيفه بشكل مناسب.

وتابعت: «إجازة منتصف العام تأتي، وتبدأ الأسر في وضع الخطط لأطفالها من أجل استثمار أوقاتهم فيما يفيد، ولكن لا يجرى التفكير مطلقا في ضرورة أن تكون الاستفادة مشتركة، إذ يفهم الآباء أفكار وأحلام أبنائهم، ويستطيع الأبناء التوصل للغة حوار مشتركة تمكنهم من التعامل مع آبائهم بسهولة وخلق اهتمامات مشتركة، وهو ما ينعكس على المجتمع بشكل إيجابي، والجامعة باعتبارها تعتمد على نظام الخدمة المجتمعية وضعت مبالغ رمزية بسيطة من أجل حث الأسر على المشاركة، لأن كل آملنا هو مجتمع إيجابى ناضج يطور نفسه ويواكب التطورات العالمية».