100 مليار وفرها برنامج اكتفاء في الاقتصاد الوطني

بينما أسهم برنامج «اكتفاء» في إنشاء قاعدة صناعية تنافسية، ووفّر فيها متطلبات المحتوى المحلي المضمنة في آلاف العقود التي تجاوزت 100 مليار دولار في الاقتصاد الوطني، افتتح الأميـر سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أميـر المنطقة الشرقية، أمس، المنتدى والمعرض السادس لبرنامج تعزيز القيمة المُضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء)، بحضور وزير الطاقة، الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز، والأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز، نائب أمير المنطقة، ووزير الصناعة والثروة المعدنية، بندر الخريف، ورئيس مجلس إدارة «أرامكو» السعودية، ياسر بن عثمان الرميان.

تعزيز المحتوى المحلي

عدّ أمير الشرقية أن برنامج هذا المنتدى في نسخته السادسة من أهم برامج تعزيز المحتوى المحلي وتوطين التقنية والصناعة، ومساهما رئيسيا في تعزيز الصناعات السعودية وتنميتها.

وقال: «يشهد العالم اليوم أحداثا وتطوراتٍ متلاحقة، تستدعي بناء منظومة موثوقة وفعالة لسلسلة الإمداد المحلية. ومع تنامي التأثير المتسارع للعولمة، وما تحدثه من تكاملٍ حتمي بين سلاسل الإمداد والتوريد المحلية والإقليمية والعالمية، أصبح الاهتمام بتعزيز هذه المنظومة وبنيتها التحتية ركيزة مهمة لنجاح الصناعة، وتعزيز دورها في تحقيق التطور والنماء بجميع دول العالم».

توطين قطاع الطاقة

أكد وزير الطاقة أنه سيتم قريبًا تشكيل لجنة لتوطين قطاع الطاقة تحت مظلة اللجنة العليا لشؤون مزيج الطاقة لإنتاج الكهرباء وتمكين قطاع الطاقة المتجددة برئاسة ولي العهد لتحقيق تماسك أكبر وتعزيز سبل التعاون بين مختلف الجهات المعنية.

وقال الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال كلمته في منتدى «اكتفاء 2022» إن نهجنا الشامل والمشترك مكننا من تجاوز تحديات مشـروعات وطنية كبيرة مثـل برنامج كفاءة الطاقة وتكامل قطاع الكهرباء ومبادرة الاقتصاد الدائري للكربون.

وأضاف: النهج ذاته أيضًا يطبق على مشروعات حالية مثل برنامجنا الوطني لاستبدال الوقود السائل الذي من خلاله ستوفر المملكة مليون برميل من البترول الخام يوميًا.

القيمة المحلية

يهدف البرنامج إلى تحفيز بناء القيمة المحلية، وتعظيم النمو الاقتصادي طويل الأجل، والتنويع، وبناء سلسلة إمداد عالمية المستوى، تسهّل تطوير قطاع طاقة متنوعٍ ومستدام وتنافسي على الصعيدين المحلي والعالمي في وقت تأثرت فيه سلاسل التوريد عالميًا بسبب جائحة «COVID-19».

وبفضل «اكتفاء»، تمكّنت «أرامكو» السعودية من تحقيق نقلة كبيرة في زيادة المحتوى المحلي، تمثلت في توجيه 59% من إنفاقها خلال العام 2021 إلى الموردين المحليين، بحيث يكون الإنفاق داخل اقتصاد المملكة، مقارنة بـ35% عند إطلاق النسخة الأولى من البرنامج في 2015.

وسيسلّط المنتدى، الذي يُعقد تحت شعار «تمهيد الطريق للنجاح الاقتصادي»، الضوء على كيفية استمرار الشراكات مع أكثر شركات الطاقة واللوجستيات والتصنيع نجاحًا في العالم.

سلاسل التوريد

أشار رئيس «أرامكو» السعودية كبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين بن حسن الناصر، أن منتدى ومعرض «اكتفاء» ينعقد هذا العام بحجم أكبر وفرص استثمارية أكثر مقارنة بالسنوات الماضية، وفي وقت يشهد فيه العالم تحديات مستمرة في سلاسل التوريد العالمية بسبب جائحة «كورونا»، منوها بدعم سمو وزير الطاقة جهود التوطين، وبناء منظومة إمدادات قوية داخل المملكة، تعزز أمن الطاقة والنمو الاقتصادي.

وقال «الناصر»: «بحمد الله حققت «أرامكو» السعودية موثوقية أكبر عبر برنامج «اكتفاء»، أتاحت لها الاستجابة بسرعة استثنائية للأسواق خلال الأوقات الصعبة، ونحن مستمرون في التعاون مع شركائنا التجاريين في تنمية القدرات المحلية بنحوٍ يكفل لنا المحافظة على مكانة «أرامكو» السعودية، بوصفها الشركة الأكثر موثوقية للطاقة على مستوى العالم، وفي الوقت نفسه يزيد في نمو الاقتصاد الوطني، وتوسعه في عدة مجالات حيوية، بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030».

وأضاف: «المملكة تشهد تحولات كبرى، وهي أرض خصبة للفرص الاستثمارية، و«أرامكو» السعودية فخورة أن يكون لها دور كبير في تمكين التحولات وإتاحة الفرص عبر «اكتفاء»، ومشاريع المحتوى المحلي الكبرى المرتبطة به مثل مدينة الملك سلمان للطاقة، ومجمع الملك سلمان العالمي للصناعات والخدمات البحرية، وبرنامج نماءات أرامكو».

قاعدة صناعية

أسهم برنامج «اكتفاء» في إنشاء قاعدة صناعية تنافسية، أدت إلى وصول الصادرات إلى أكثر من 40 دولة، في الوقت نفسه الذي وفّر فيه متطلبات المحتوى المحلي المضمنة في آلاف العقود التي تجاوزت 100 مليار دولار في الاقتصاد الوطني. كما جذب البرنامج أكثر من 540 استثمارًا إلى المملكة من 35 دولة.

كما يحوي نموذج «اكتفاء» العديد من العناصر الأساسية مثل الابتكار والاستدامة، حيث يتميّز باحتضانه التقنيات الجديدة، وتشجيعه شبكات لوجستية أكثر فعالية، وتركيزه على إطار اقتصاد الكربون الدائري. كما يشكّل الأمن السيبراني أيضًا أحد أولويات البرنامج بضمانه توفير الحماية القوية لـ«أرامكو» السعودية وشبكة مورديها والمقاولين من أي تهديدات سيبرانية.