على إحدى أرصفة العتبة، بجوار الباعة المتكدسين، حجزت مكانا خاصا بها، يسع لنجلها من ذوي الاحتياجات الخاصة وكرسيه المتحرك، الذي تحرص على رعايته بحنان بالغ، بجانب بيعها لعدد ضئيل من المناديل، يعينها بصعوبة على المعيشة وتقديم العلاج لزوجها المريض.
«رضا» تحاول مساعدة زوجها ونجلها المرضى
تجلس رضا عبدالظاهر، 50 عاما، بعباءتها السوداء، وحجابها الملون الطويل، وبجانبها ابنها الذي يعاني من الغدة التي تسببت في منعة عن الحركة والكلام، وبجوارهما كرتونه لعلب المناديل، أملا في أن بيعها لتوفير قوت يومها.
بصوت هادئ ونبرة تحمل سمات اسمها، تروي «رضا»، في حديثها لـ«»، أن جذورها تعود إلي محافظة بني سويف، ولكنها انتقلت إلى القاهرة مع والدتها منذ صغرها ليستقرا في منطقة بولاق الدكرور بالجيزة: «أهلي جم القاهرة هنا وقعدوا في بولاق الدكرور عشان يكون لينا مصدر رزق وبعدين اتزوجت هنا».
توقف زوجها عن العمل
ساعات طويله تقضيها «رضا» بالسوق، رغما عن جسدها الثقيل المحمل بالأمراض، خلف علب المناديل التي لجأت إليها بعدما توقف زوجها البالغ من العمر 70 عاما عن قيادة التاكسي الذي كان يسترزق منه: «لما جوزي تعب وقعد في البيت أنا بقيت أنزل أشتغل عشان أصرف على ابني المعاق والبيت»، إذ أن لديها 3 أبناء: «ابني الكبير متجوز، والتاني في الجيش وده بيصرف علي نفسه، والثالث معاق».
وتعيش السيدة الخمسينية في شقة إيجار، قدره 800 جنية شهريا، بجانب فواتير الكهرباء والمياه والغاز والاحتياجات المعيشية الأخرى، وهو ما أثقل كاهلها، فاتجهت لبيع المناديل يوميا: «بنزل من الضهر لغاية الساعة 8 باليل ومعايا ابني، وفي أيام مش بيع ولا منديل بمشي وأسيبها على الله».
مع زيادة ضغوط المعيشة وصعوبة توفير مصدر رزق ثابت، سعت مرارا للحصول لنجلها على معاش من وزارة التضامن الاجتماعي، لكنها لم تتمكن من ذلك: «روحت الشئون عشان أعمل المعاش وعملت الورق لكن مفيش حاجة حصلت».
معاناة «رضا» مع مرض الكبد
رغم مساعيها ومثابرتها لأجل أسرتها، تعاني «رضا» من مرض الكبد منذ فترة طويلة الذي تسبب في ضعفها الشديد: «وظائف الكبد عندي نشطة وأهل الخير مرة جابولي العلاج ولكن لما بيكون مش معايا فلوس مش بجيبه وأفضل كدا وسيباها على الله، بس خايفه يحصلي حاجة ومنلاقيش حد يساعدنا»، ومع ذلك تعافر من أجل الحياة وما زالت راضية بقضاء الله: «الحمد لله على كل حال بس نفسي في معاش لأبني عشان يعرف يعيش».