| «شيماء» تهزم مرض التصلب المتعدد باليوجا.. «أول مدربة بالعكاز»

مهاجمة مرض التصلب المتعدد «MS»، لجهازها المناعي بضراوة وبدايتها لرحلة العلاج قبل 6 أعوام، غير حياتها تماما، فلم تعد قادرة على الحركة واعتمدت على عكازا كسيدة عجوز رغم كونها في العشرينات من عمرها حينها، حتى تمكنت من استعادة بعض عافيتها، لتحول المحنة لمنحة، وتهدي غيرها سبيلا من الراحة والهدوء عبر دروس «اليوجا».

معاناة «شيماء» مع التصلب المتعدد 

«نقدر نعمل كل حاجة بالموجود بس نحاول، العجز الحقيقي جوة العقل، وليس عجز أعضاءك».. هو المبدأ الذي تعيش عليه شيماء حسين، 35 عاما، إذ أدركته جيدا وبات ملتصقا بكل خطوات حياتها، منذ أن إصابتها بـ«MS»، الذي هاجم الألياف العصبية في الدماغ والحبل النخاعي لديها، لتخوض رحلة من المعاناة.

معاناة حقيقية عاشتها «شيماء» منذ إصابتها بالمرض، إذ أصبحت لا تستطيع حركة يدها وقدمها بالجانب الأيسر، ما منعها من قضاء أبسط احتياجاتها: « صحيت تاني يوم بعد الإصابة مكنتش عارفة اللي حصل في جسمي، أول هجمة كانت إصابتي في النخاع الشوكي، وأثرت جدا علي حركة رجلي وأيدي الشمال وكان بيسببلي تعب وارهاق جامد».

شعور مختلط بين الصدمة وعدم الإدراك، استقبلت به الشابة العشرينية حينها، خبر إصابتها بمرض «MS»، إذ ظلت بالفترات الأولى من المرض مقيدة الحركة بكرسي متحرك أو عكاز، يساعدها على التنقل من مكان لآخر، قبل أن تتمكن من السير مجددًا، لتهاجمها نوبات المرض بلا رحمة.

المحنة حولت «شيماء» لمدربة «يوجا»

دعم وتشجيع واسع تلقته «شيماء» من أسرتها عقب إصابتها، وصديقة طفولتها، التي حرصت على مساندتها بطريقة مختلفة، فشجعتها على حجز«كورسات يوجا تدريب 200 ساعة»، إذ كانت ترغب الشابة الثلاثينية دائما في العمل كمدربة تنمية بشرية ويوجا، لذا بعد انهائها للتدريب، تلقت عرضا بالعمل في أحد مراكز اليوجا والجيم بالإسكندرية: «كنت مخضوضة من الفكرة في البداية»، ولكنها سرعان ما وافقت عليه وتم قبولها وأصبحت أول مدربة يوجا مصرية بالعكاز.

ومع بداية التدريب تحسنت حالتها الصحية يوما بعد يوم، معبرة عن فرحتها: «اليوجا فعلاً هتخليك تعمل المستحيل في أي حاجة بتعملها في حياتك»، وبالتدريج بدأت «شيماء» في التخلي عن العكاز تدريجيا.

أول مدربة يوجا بالعكاز

فكرت الشابة الثلاثينية في نشر روح من التفاؤل والإيجابية، عبر «السوشيال ميديا» من خلال تصوير فيديوهات تعليم «يوجا أونلاين»، مقدمة لهم نصيحة مختلفة في كل فيديو، ما لاقى اهتماما وتشجيعا كبيرا بين الكثيرين.

تتمنى «شيماء» السفر إلى الهند وتايلاند وكمبوديا، وغيرها من دول شرق آسيا، التي تهتم بدروس اليوجا، لتثقل خبراتها وتضفي تطورا على ذلك المجال في مصر لتنفع به غيرها، وتحول شغفها إلى حقيقة، إذ تأمل افتتاح مركزا متخصصا في اليوجا، لنشر الوعي والقوة والإرادة.