على الرصيف في حي شبرا، تجلس فتاة عشرينية سمراء، يبدو عليها الرقي، ملابسها منسقة ونظيفة، تلازم الرصيف منذ عشرين يوما، لا تتكلم مع أحد ترسم وتقرأ قرآن فقط، ترفض كثيرا المساعدة التي يعرضها عليها الناس بالشارع بلطف وذوق، تردد اسم فتاة أخرى وتنعتها بالخيانة، ربما كانت هي السبب فيما آل إليه حال الفتاة.
ذكر حمدي محمد، 27 سنة، يعمل في صيدلية في شارع شبرا، خلال حديثه لـ«»، أنه منذ ما يقرب من 20 يومًا رأى فتاة عشرينية ترتدي ملابس نظيفة وتحمل 3 حقائب ممتلئة بالملابس، ومن ثم راحت تجلس بها على أحد الأرصفة بالشارع، مُضيفًا أنه مع الوقت عرف بأم اسمها «سالي»: «راقية وذوق جدًا في التعامل، وفي وسط كلامها بتقول كلام انجليزي ».
«سالي».. ذوق ورقي في التعامل
تصرفات «سالي» أثناء ملازمتها للرصيف بشارع شبرا، جعلت كل من يراها يتأكد أنها ليست كباقي المشردين، وأن وراءها قصة طويلة ومأساوية: «معاها 3 نضارات شمس غاليين جدا بتبدل فيهم، ودايمًا بتطلع مكياج من شنطتها وتستعمله ولو الأكل مش نظيف مبتكلهوش»، بحسب «حمدي»، الذي أضاف أنها تتمتع بأسلوب راقي جدًا في الكلام والتعامل، بالإضافة إلى ذوقها الشديد في الطلب: «بتطلع ورق وأقلام من شنطتها وبتقعد ترسم، ومرة قالتلي أنا اللي علمت رانيا علوان السباحة».
سبب مأساوي وراء ملازمة «سالي» للرصيف
من أكثر الأسباب المُرجَّح صدقها في قصة «سالي»، أنها تعرَّضت لخيانة شديدة من صديقة كانت مُقربة لها جدًا، وهو ما اتضح من كلامها الذي تردد من وقت لآخر: «أحيانًا بتزعق بصوت عالي وتشتم واحدة اسمها سارة وبتقولها خسارة فيكي الصداقة والعشرة، أنا مسكتك في شقتي وأنتي طلعتي شخصية مش كويسة»، وفقًا لـ«حمدي» الذي أكد أنها مُتزنة عقليًا تمامًا وأنها أحيانًا كثيرة ترفض قبول المساعدة ممن حولها وهي تشكرهم وتُخبرهم أنها ليست متسولة.