رغم برودة الشتاء ولسعة رياحه الباردة، إلا أنه يمنح أجواءًا لا تتكرر إلا به، التي تُشعل القلب بالشجن ومساعدة الآخرين، هذا ما فكر فيه شاب وفتاة من حلوان بتوزيع أطباق شوربة عدس ساخنة بالمجان على أهالي مرضى أبو الريش والقصر العيني على مدار اليوم، احتفاءً بفصل الشتاء، وللتخفيف من شعور المواطنين بالطقس البارد.
«الجو تلج نسكت بقي … أبدًا والله ما هسكت»، تقولها مازحة سوزان خليفة، صاحبة المبادرة، لـ«»، أن الفكرة عبارة عن مساعدة المحتاجين عن طريق توزيع الوجبات الساخنة إليهم خاصة أهالي المرضى الموجودين في المستشفيات الحكومية والذي معظمهم ينام بالشارع في انتظار الصباح ليدخل يطمئن على قريبه المريض.
توزيع 200 علبة شوربة عدس في اليوم
فكرة المبادرة راودت عقل «سوزان» صاحبة الـ28 عاما، بعد أن تابعت منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي يشرح فيه أحد الأشخاص تجربته في توزيع الطعام على المشردين في الشوارع وأمام المستشفيات، فقررت أن تفعل الأمر ذاته وبدأت تتحدث مع أخيها «محمد» في ترتيب الأمور حتى استقروا على توزيع الطعام في الشوارع أمام المستشفيات ولعساكر المرور مع تنوع الوجبات باختلاف الأيام، منها شوربة عدس.
200 علبة عدس تم توزيعها على الأهالي من شارع القصر العيني إلى حلوان، ليأتيهم ردود فعل إيجابية بعد توزيع أطباق شوربة العدس، والبعض طلب منهم أن يشارك بالتبرع سواء المادي أو بتحضير الطعام معهم، الأمر الذي رحبوا به، وزادت عدد الأطباق التي يوزعها على مدار اليوم: «حاجة بسيطة خالص بس الفقير والمحتاج فرح بيها أوي».
طريقة توزيع علب شوربة العدس على المارة
«مكناش بنزعج الناس اللي نايمة في الشارع وما بنحرجهمش كنا بنحط الأكل وبعدين نخبط على رجليهم ونمشي بسرعة»، تتحدث سوزان عن طريقة توزيع الطعام على المشردين، فلم يكن الأمر صعبًا بل شعروا بالمتعة من خلال تلك التجربة التي تمثل نوعًا من المساعدة للآخرين.
لم تقتصر مساعدات سوزان وأخيها على إطعام المحتاجين فقط، وقررا تطويرها أيضًا لمساعدة عدد من البسطاء في كل ما يحتاجونه، بين ترميم المنزل وبناء الأسقف لحمايتهم من أمطار الشتاء، ودفع الفواتير المتراكمة، بالإضافة حل أزمة الديون: «بنعرض الحالة على الجروب، عشان نقدر نساعدهم زي ما يتمنوا وكله لوجه الله، لأن أملنا هو المساعدة الحقيقية ورضا ربنا وتوفيقه لينا في مبادرتنا وحياتنا».