العلاج بالصدمة
طرق كثيرة يتبعها الأطباء النفسيون، لعلاج الاضطراب الذي يعاني منه المريض، ومنها «العلاج بالتعرض أو العلاج بالصدمة»، وهو أحد تقنيات العلاج السلوكي المُستخدمة في العلاج النفسي لبعض الاضطرابات، مثل «القلق العام، القلق الاجتماعي، وبعض أنواع الوسواس القهري»، وهو ما له العديد من النتائج الإيجابية.
العلاج بالصدمة
الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية، قال إنّ العلاج بالتعرض أو العلاج بالصدمة، أحد تقنيات العلاج السلوكي المُستخدمة في العلاج النفسي لبعض الاضطرابات، مثل القلق العام والاجتماعي واضطراب الإجهاد وما بعد الصدمة، إضافة إلى بعض أنواع الوسواس القهري والمخاوف المرضية، مُوضحا أنّ هذه التقنية يتم العمل بها منذ عام 1950.
وأضاف هندي لـ«»، أنّ بعض الأشخاص ممن يعانون من خوف مرضي تجاه أشياء معينة، يلجأون دائمًا إلى تجنبها، موضحا أنّ هذه الطريقة تُقلل شعورهم بالخوف على المدى القصير، لكنها تكون ذات نتائج في غاية السوء على المدى البعيد: «زي اللي بيخاف من الأماكن المغلقة،وبيتجنبها، هيعمل إيه لو كان في أسانسير وفجأة الكهرباء قطعت، هيعرف يتجنب ده إزاي؟!».
وتجنبًا لهذ المواقف الاضطرارية التي قد يتعرض لها من يعانون من قلق وخوف مرضي، يتم اتباع العلاج بالصدمة أو العلاج بالتعرض، ومن فوائده أنّه يستأصل المشكلة من جذورها، من خلال وضع المريض في مواجهة حيّة ومباشرة مع مخاوفه لكن في بيئة آمنة تجنبًا لأي انتكاسات له، وتتمثل هذه البيئة الآمنة في مرافقة الطبيب للمريض أثناء تعرضه لمخاوفه، ودعمه نفسيًا وتزويده ببعض الحقائق والمعلومات التي تغيّر مفاهيمه عن كل ما يخشاه: «لازم يتم التعامل بمهنية وحرفية عالية وحنكة من قِبل الطبيب المُعالج»، بحسب «هندي».
أنواع العلاج بالصدمة
ولأن نسب الخوف والقلق المرضي يختلف من شخص إلى آخر، كما تختلف أيضًا طبيعة كل شخص في الاستجابة للعلاج، فهناك أنواع مُختلفة من العلاج بالتعرض أو بالصدمة، حددها استشاري الصحة النفسية، وهي:
– التعرض الحي أو الحقيقي: ويتم من خلال التحفيز النفسي للمريض تجاه مخاوفه، ووضعه في مواجهة حيّة ومباشرة معها.
– التعرض التخيلي: وهو مساعدة المريض على تخيُّل مخاوفه مع التقليل من شأنها، حتى يبدأ في التحدّث عنها دون خوف، ومع الوقت يستطيع التكلم بصورة أكثر أريحية، وهو ما يُعرف بـ«التنفيث الانفعالي» أو إزاحة المخاوف والهموم الضاغطة عليه.
– التعرض للواقع الافتراضي: ويتم اتباعه حال خوف المريض من شيءٍ يصعُب إحضاره له، كمن يخشى الطائرة أو الحروب، إذ يتم من خلاله وضع المريض في مواجهة حيّة لجسم غير عملي يُمثل مخاوفه، وهو ما يساعده على أن يعيش الأجواء كما لو كانت حقيقية، ويعود بتأثير إيجابي في وجدانه يمكنه من التأدية بشكل جيد عند حدوث مواجهة حقيقية.
– العلاج المتدرج: وهو أن يتدرج الطبيب مع المريض على سلم مخاوفه حتى يتسلقاه بالكامل ويُمكنه في النهاية تجاوزها.
العلاج بإزالة الأحاسيس الممنهجة: وهو يتم من خلال اتباع فنيات الاسترخاء.
وأوضح «هندي»، أنّ العلاج بالتعرض أو العلاج بالصدمة، له العديد من الفوائد والنتائج الإيجابية حال توافر بيئة آمنية واتباع حرفية عالية، ومنها: «الانقراض»، والتي تُعني انطفاء تام للمشاعر السلبية تجاه المخاوف المرضية والوساوس القهرية لدى الشخص، وأيضًا «الفاعلية الذاتية»، وهي أن يكوَّن الشخص مفهوما ذاتيا إيجابيا داخله، وهو ما يُزيد من صلابته النفسية، وأخيرًا «الفاعلية العاطفية»، وهي أن يجلس الشخص في أي مكان وتحت أي ظرف دون أن يشعر بخوف.