«ربنا يجبر بخاطرك، ربنا يأكلك من الجنة»، تلك هي أبرز الدعوات التي تسمعها «هند» وهي توزع وجباتها المجانية على الفقراء والأسر غير المقتدرة، على أمل أن يساعد ما تقوم به في سد جوعهم بوجبة ساخنة وشهية تدفئ بطونهم من برد الشتاء القارس الذي يضرب البلاد خلال الفترة الحالية، التي تسبب لها فرحة كبيرة في قلبها لدرجة تجعلها كل مرة تحاول أن تزيد من عدد الوجبات التي توزعها، وتشجع كل المقتدرين على العمل مثلها، حتى لا يكون هناك جائع.
هند سعيد، حاصلة على دبلومة بالتمريض، وتبلغ من العمر 35 عاما، من مواليد محافظة الإسكندرية، تقيم رفقة زوجها بمحافظة الإسماعيلية منذ 16 عامًا، وبدأت قبل نحو 4 سنوات إطعام الفقراء بوجبتين فقط، كانا زيادة عن حاجة منزلها، فوضعتهما في علبتين بعد التأكد من نظافتهما وخرجت من منزلها ووزعتهما لمستحقيهما في الشارع؛ ابتغاء وجه الله تبارك وتعالى.
ومن حينها وتمارس الزوجة، نفس العادة الحميدة وتقوم بشكل دوري كلما تستطيع بإعداد عشرات الوجبات، وتلجأ إلى أقاربها وأقارب زوجها حتى توزع تلك الوجبات على الفقراء بمناطق عدة: «كل مرة بوزع في حتة شكل عشان أراضي أكبر عدد من الأسر».
«هند» توزع 100 وجبة في اليوم
وجبات «هند» تحتوي على كل الأطعمة المختلفة والشهية، فلا تبخل على غير المقتدرين بأي نوع من الطعام مهما ارتفع ثمنه: «من حق الناس كلها تاكل أكل كويس وميكونيشي نفسهم في حاجة»، ومنذ أن بدأت هذه العادة وزعت آلاف الوجبات خلال السنوات الأربعة الماضية، إذ وزعت في يوم واحد 100 وجبة: «ونفسي ربنا يكرمني وأقدر أوزع 500 أو 1000 في اليوم الواحد».
«هند» تحلم بحياة كريمة للجميع
لا تحلم «هند» ولا تتمنى أي شيء خاص بها، فقط تتمنى أن يتوفر للجميع كل سبل الحياة الكريمة مهما كانت ظروفهم المادية: «نفسي محدش يكون محتاج حاجة إلا وتتوفرله وخصوصا العلاج والأكل»، ولهذا لا تتوانى أو تتأخر في العمل على توفير أي أدوية أو علاجات يحتاجها غير المقتدرين ماديا، كما تدعو جميع معارفها إلى المشاركة في هذه الأعمال الخيرية، حتى يكون لهم دور نافع في هذا المجتمع ويساهمون في دعم فقرائه.
ولأن الخير من المُعديات، فالكثيرون حاليًا يلجأون إلى «هند» لتعد وجبات مجانية أكثر من تمويلهم وتشرف على عمليات توزيعهم على الأسر المستحقة في مختلف قرى ومدن الجمهورية وليس محافظة الإسماعيلية فقط.