وفي تحقيق نشرته وكالة بلومبرج للأنباء، ترصد الوكالة الأمريكية، رهانا صينيا جديدا على جيل جديد من الشركات الناشئة، التي تم اختيارها في إطار برنامج حكومي طموح، يستهدف تعزيز صناعة التكنولوجيا والإلكترونيات الصينية، حتى تتمكن من منافسة وادي السيلكون،عاصمة التكنولوجيا، الأمريكية.
وقد أثبتت هذه الشركات، قدرتها على تقديم أشياء مبتكرة وفريدة، وتستهدف قطاعات مهمة إستراتيجيا، مثل الإنسان الآلي والحوسبة الكمية وأشباه الموصلات.
حرب تجارية
وجاءت الحرب التجارية التي شنتها الولايات المتحدة ضد الصين، في سنوات حكم الرئيس السابق دونالد ترمب، لتزيد إصرار الحزب الشيوعي على تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا والصناعة، فقد اتضح ضعف وانكشاف الموقف الصيني، عندما قرر الرئيس ترمب فرض عقوبات على شركات صينية عملاقة، مما حرمها من شراء مكونات أمريكية حيوية، مثل الرقائق والبرمجيات الصناعية، ومثل أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية، مما جعل الصين تستهدف تحقيق استقلال تكنولوجي على أوسع نطاق.
ولكي تحصل أي شركة ناشئة على لقب «عملاق صغير»، فإنها تقدم طلبا مكونا من 6 صفحات، يتضمن تفاصيل وضعها المالي وعدد براءات الاختراع، والأبحاث التي حققتها، ويقوم كل إقليم من أقاليم الصين باختيار عدد لا يزيد على 10 شركات مرشحة لهذا اللقب، في حين تصل حصة المراكز الاقتصادية الثلاثة الكبرى بكين وشينشن وشنغهاي، إلى 17 شركة مرشحة فقط.
العقوبات التنظيمية
ورغم أن برنامج «العمالقة الصغار» بدأ منذ نحو عشر سنوات، فإنه لم يلفت الانتباه قبل الحملة القوية، التي شنتها السلطات الصينية ضد إمبراطوريات التكنولوجيا العملاقة، فـ«عملاق صغير» يعني بالنسبة للمستثمرين والموظفين أن الشركة التي تحمله في منأى عن العقوبات التنظيمية، التي تستهدف شركات التكنولوجيا العملاقة.
ومنح الرئيس الصيني شي جينبينج مباركته الشخصية لهذا البرنامج، وهو ما اعتبره لي كاي فو، المدير الإداري المؤسس لشركة سينوفيشن للاستثمار «مساعدة للشركات الناشئة بطرق عديدة: بإنه خاتم الموافقة» لهذه الشركات.
ويعتبر هذا البرنامج عنصرا أساسيا في إستراتيجية طموح للحزب الشيوعي الحاكم في الصين، لإعادة بناء صناعة التكنولوجيا الصينية.