تبنى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيف كوخافي، نتائج التحقيق العسكري الذي أجراه الاحتلال مع نفسه في جريمة اعتقال والتنكيل بالمسن الفلسطيني، عمر محمد عبد المجيد أسعد (80 عاما)، الأمر الذي أدى إلى استشهاده، في قرية جلجليا شمالي مدينة رام الله، قبيل فجر يوم 12 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وخلص التحقيق إلى أن واقعة استشهاد المسن أسعد “تشير إلى فشل في القيم والأخلاق” لدى عناصر الفصيل والسرية التابعة لكتيبة “هناحال هحردي” (“نيتساح يهودا”) في جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتي تنشط في مناطق الضفة الغربية.
وفي أعقاب عرض نتائج “التحقيق القيادي” على كوخافي، قرر الأخير تبني النتائح وتوبيخ قائد كتيبة “نيتساح يهودا”، بواسطة قائد القيادة الوسطى في الجيش الإسرائيلي، فيما قرر إبعاد قائد السرية وقائد الفصيل، الضالعين في جريمة مقتل الشهيد أسعد، ومنعهم من شغل مناصب قيادية لمدة عامين.
وجاء في بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي أن “التحقيق يظهر أن الحادثة خطيرة ومؤسفة”، وأضاف البيان أن “الحادث أشار إلى فشل قيمي لدى القوة (المتورطة) وخطأ في تقدير الموقف وانتهاك جسيم لقيمة كرامة الإنسان”.
وزعم جيش الاحتلال أن “التحقيق يظهر أنه لم يكن هناك استخدام للعنف باستثناء محاولة التغلب على مقاومته للاعتقال”؛ وأضاف “يظهر فشل القوة بخروجها من المكان وترك أسعد مستلقيًا دون التأكد من حالته الصحية”.
وأشار بيان جيش الاحتلال إلى “ثغرات مهنية في تخطيط المهمة وتنفيذها”، مضيفا أن “أمر رئيس الأركان بضرورة استخلاص نتائج تحقيق والعبر واستيعابها ونشرها لدى جميع القوات، لمنع تكرار مثل هذه الحالات”.
وذكر البيان أن الشرطة العسكرية تواصل تحقيقها في الحادثة، وأنه في إطار التحقيق تم استجواب عدد من الضباط والجنود وشهود آخرين. وادعى أنه “عند الانتهاء من التحقيق، ستعرض نتائجه على النيابة العسكرية لفحصها واتخاذ القرارات على المستوى القضائي بشأن المتورطين في الحادث”.
وزعم جيش الاحتلال أنه “يأسف لمقتل عمر عبد المجيد أسعد”، الذي يحمل الجنسية الأميركية، علما بأن جيش الاحتلال يستعين بالتحقيقات الداخلية تجنبا لتحقيقات دولية قد تدينهم بارتكاب جرائم حرب.
يذكر أنه عقب استشهاد أسعد، طلبت وزارة الخارجية الأميركية توضيحا من سلطات الاحتلال الإسرائيلية.
ووفق روايات شهود عيان، اعتدت قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي على أسعد في قريته وتركته ملقى على الأرض داخل منزل قيد الإنشاء في ساعات الفجر في ظل الأجواء شديدة البرودة وهو مكبل اليدين ومكمم الفم والعينين، حتى فارق الحياة.